بــين قَــيْـس “الـمُلَــوَّح” في العراق وقــيْــس “الـمُـطَــوَّح” في لبنان
“يقولون: ليلى في العراق مريضة… فيا ليتني كنتُ الطبيبَ الـمُداويا”
… لكنَّ “قيس العصر” الـملَوّح، لشدّةِ ما هو مجنونٌ بِليلى مُطَوَّح، طاحَ وطوَّحَ وتَطَوَّحَ وضَلَّ طريقه وتاه عن الوُجهات والتوجُّهات والاتجاهات، وعوَضَ أَن يلهَف إِلى ليلى في العراق، تلهَّف إِلى حدود لبنان الجنوبية، وراح “يَــتَــخَــزْعَــل” ويعرِض ويستعرض – يا عظَّم الله أَجْـره – أَنه جاء إِلى أَرضنا، باسم “عصبة أَهل الحق”، لنُصرة فلسطين، انتصارًا للقدس المحتلَّة، وسحقًا لِــ”ابن ترامپ”، و”تضامُنًا مع الشعوب العربية والإِسلامية، وصَدًّا وجهَ الكيان الصهيوني الغاشم”.
ولـشدّة “انلْهافه” هُرع ببزّته العسكرية المرقّطة يـبـحث مطوَّحًا تائهًا دائخًا عن ليلى المريضة، وأَقرّ بكُل نية صافية أَنه دخل لبنان “وَفق الأُصول”، شاهرًا جوازَه العراقيّ، بِـحماسة الملهوف إِلى إِغاثة القدس وهو في طريقه إِلى إِغاثة ليلى المريضة في العراق.
ولأَنّ دخولَه لبنانَ شرعيٌّ في نَظَره ونِظْرته ونَظرته ومنظاره ومنظوره ونظَّارتيه السوداوَين، انزعج خاطره من الدولة اللبنانية السيِّـئـة النيّة الكثيرةِ الشكوك الغارقةِ في الظنون، لأَنها لم تقدِّر قيمةَ أَنه ترك الاهتمامَ بليلى في العراق والانلْهافَ إِلى مداواتها، وجاء إِلى لبنان الشقيق كي يتضامَن مع “شعبه العزيز” ضدَّ تهديداتٍ إِسرائيلية عزَّزها قرار “الخواجة ترامپ” بنقْل سفارة بلاده إِلى القدس، فجاء القيس الملَوَّح المطوّح يعلن جهوزيَّـته “لـمواجهة أَيِّ حماقةٍ يرتكبها الكيانُ الصهيونيُّ الغاصبُ على أَيِّ شبرٍ من دولة لبنان الشقيقة”.
ولم ينس الخزعليُّ القيس أَن يختم، في حنانٍ واضح، بتجديد موقفه “الداعمِ دولةَ لبنان، شعباً وجيشاً ومقاومةً، لنُصرة القضية الفلسطينية ضدَّ التكفيريـين الإِرهابيين في كلّ مكانٍ من العالم”.
أَلا مشكورٌ سعيُهُ ومبرورٌ حَجُّه إِلى جنوب لبنان، وليطمئِنَّ خاطره، فشعبُ لبنان يعرف تمامًا كيف يَــرُدُّ على موقف “الخواجة ترامپ”، ورئيسُ لبنان أَعلنه من منبر عالَـميّ، وجيشُ لبنان جاهزٌ ليصُدَّ من يستهين بكرامة لبنان، والمقاومة في لبنان أَثبتت جدارتَها على حدود لبنان، ولا أَظنُّ شعب لبنان ولا جيش لبنان ولا المقاومة في حاجةٍ إِلى تذكيرها بفلسطينَ التي لها في لبنان لاجئون ينتظرون هَّمة العرب ونَخوَتَهم في استرجاع الوطن السليب.
فتعلّمْ من لبنان، يا قيس الـملَوَّح الـمُطّوَّح، كيف يكون النأْي بالنفس، وَاْنْــأَ عن نُصرة لبنان لأَنك تِـهْتَ عن ليلاك وتاهَت عنك الحدود. وحين جئتَ لبنان لـمداواة ليلى في العراق، تذكَّـرنا بيتَين آخَــرين لسَلَـفِك الـملوَّح الولهان:
“أَحقًّا عبادَ الله أَن لستُ وارداً ولا صادِراً إِلَّا عليَّ رقيبُ
ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَةِ من الناس إِلَّا قيل أَنت مريبُ
بلى يا ملوَّح العصر: شعبُ لبنانَ كلُّه عليكَ رقيب، وسواءٌ زُرتَه فردًا أَو نيابةً عن جماعة مشبوهة، فمجيئكَ إِليه مُريب.
ويعرفُ لبنانُ، يعرف تمامًا، كيف يَــنْــأَى وكيف يُـــنْـــئِــي عنهُ كلَّ غريبٍ وكلَّ مُريب.
هـنـري زغـيـب
www.henrizoghaib.com