“أَزرار” – الحلقة 949
الأُغنية المصوَّرة جاذِبًا سياحيًّا إِلى لبنان
السبت 23 تــمُّــوز 2016

ما زال لبنان يَنعم هذا الصيف بمهرجاناته الملونة قاطفًا بهجةَ إِقبالٍ سعيدةً مريحةً تَنشط بها قطاعاتُنا السياحية جميعًا.

ولأَن في السياحة آفاقًا وسيعةً للجذْب السياحي، يَحضرني تصريحٌ لوزير السياحة والثقافة التركيّ السابق ماهر أُونال (50 سنة) ذكرَ فيه أَنّ أَحد عناصر الجذْب السياحي إِلى المدُن والمواقع التركية الجميلة هو تصوير المسلسلات التلـﭭـزيونية التركية في هذه المواقع وتلك المدن، ما أَغرى مشاهِدي الشاشة الصغيرة في العالم بزيارة المناطق الأَخّاذة التي تم فيها تصويرُ تلك المسلسلات، يسترجعون ما شاهدُوه فيها من مقاطع تمثيلية كان مكانُها عبر الحوار والسيناريو جُـزءًا أَساسيًّا في رحاب طبيعةٍ جاذبة وبيوت أَو قصور جميلة.

ما أَخذني إِلى تصريح الوزير التركي: مشاهدتي أُغنياتٍ لبنانيةً مصوَّرةً لـمُغَــنّين ومُغنّيات (من هذه الموجة الحديثة) لا يحلو لأَصحابها تصويرُها إِلَّا في مُدن وعواصم ومواقع أُوروﭘــية (أَو أَجنبية عمومًا)، ما يزيد من كلفة الإِنتاج ومن “بذخ” المغنّي أَو المغنّية في التباهي والتفاخُر و”التَطاوُس” إِعلاميًّا وإِعلانيًّا بأَنّ الأُغنية تم تصويرُها في هذا الموقع أَو ذاك من البلد الأَجنبي.

أَفهم تصويرَ مشاهدَ هكذا، في فيلم روائي أَو مسلسل تلـﭭـزيوني تفرض قصته أَن تجري بعض فصوله في بلد أَجنبي فيتمّ التصوير في معالم ذاك البلد توطيدًا لـمصداقية القصة. أَما أَن “تَـتَـغَـنْـدَر” مغنّية أَو “يتراقص” مغنٍّ في بلد أَجنبي لتصوير أُغنية لبنانية، فهذا من الترف السخيف لأُغنيةٍ كان يمكن تصويرُها في أَيِّ موقع جميل من لبنان يعادل بطبيعته وبيوته وقصوره أَيَّ موقع آخر في الدنيا، فيكون تصويرُه جاذبًا مشاهدِيه في العالم إِلى زيارة لبنان والسياحة في مواقع طبيعية جميلة ساحرة أَو أَماكن مترفة في لبنان جبلًا أَو شاطئًا أَو موئلًا سياحيًّا يَجتذب إِليه السياح بفضل الأُغنية اللبنانية المصوَّرة في لبنان تنشُرها شاشاتُ العالم وأَجهزةُ التواصل الاجتماعي.

بين 1960 و1975 تم تصوير عدد كبير من الأَفلام المصرية الروائية أَو الغنائية في ربوع لبنان الجميلة، لم يكن في معظمها ممثلون أَو ممثلات من لبنان، لأَن لبنان “ستوديو طبيعي رائع” كما سمّاه أَكثر من مخرج مصري حرِصَ على تصوير مشاهده الخارجية في لبنان كي يَغْنم من خلفيات ساحرة للكاميرا في تنقُّلها على مواقعنا الرائعة.

أَما أَن “تهاجر” الأُغنية اللبنانية كي يتم تصويرها في بلدان العالم، ومعظمُها على سذاجة وسُخف وانحطاط في الكلام واللحن والأَداء المفتعل ومشاهدَ سريعةٍ نطناطةٍ لا علاقة لها بأَيِّ سياق، فهذه مُسيئةٌ للأُغنية اللبنانية وللسياحة اللبنانية ولكلّ ما في لبنان من مكوّنات فنية ومقوّمات طبيعية يمكن توظيفُها بالأُغنية المصوَّرة لدعم السياحة البهيّة في لبنان الجميل.

هـنـري  زغـيـب

email@old.henrizoghaib.com

www.henrizoghaib.com

www.facebook.com/poethenrizoghaib