في منطق الجائزة أَن تكونَ مكافأَةً للممنوح. وفي لامنطقها أَن تكونَ دعاية للمانح.
وفي منطق التكريم أَن يكونَ تتويجاً لأَعمال كاملة طيلة مراحل مَن يتلقّى التكريم، وفي لامنطقه أَن يكونَ خاضعاً لاعتباراتٍ مختلفة، منها العلاقةُ مع جهة التكريم، ومنها الدافعُ الشخصي أَو السياسي أَو الاجتماعي أَو الخيري.
قد تكون الجائزة شرفاً لـمَن ينالها فتغدو نقطةَ ضوء على شخصه، أَو عمل أَنجزه، أَو مجموعة أَعماله. وقد يكون الممنوح أَكبر قيمةً من الجائزة فتغدو هذه نقطةً إِعلامية لـمانحها يَـبرز بـتقديمها إِلى شخصية تحت الضوء.
وتأْتي حفلات التكريم تَـترى، فردية حيناً وجماعية أَحياناً، فتكونُ جديرةً بالاحتفال ودعوة الناس إِلى المشاركة في التكريم احتفاءً بـمَن يتكرَّم، أَو تكون كرنــﭭــالية فولكلورية تجمع القمح والزؤان والجدير والدخيل، فتُمسي استعراضاً آنياً لا يُـقنع الحضور وأَحياناً كثيرة لا يُرضي حتى الممنوحين درعاً أَو شهادة أَو رمزاً تذكارياً.
ينسحب هذا الأَمر كذلك على لِـجان الجوائز، فهي أَيضاً تشكيلاتٌ غيرُ متكافئة دائماً: منها التي تَدرس رصينةً أَعمالَ المرشَّحين وتمنح الجائزة لِـمَن تتطابق مواصفاته أَو أَعماله مع مبرّر الجائزة والهدف من إِنشائها، ومنها التي تُساير المانح أَو الجهة المموِّلة فتُمسي اجتماعاتُها شكلية عقيمة ترضي الجهة صاحبة القرار التي لها تبريراتها الخاصة في اختيار الممنوح.
والغاية من الجائزة أَو التكريم تنطبق على الطرَفين: المانح والممنوح، المكرِّم (بكسر الراء) والمكرَّم (بفتح الراء). ففي جوهر الغاية أَن يواصل الممنوحُ ما لأَجله نال الجائزة فلا يُقْعِدُهُ نيلُها عن الاستمرار في عطائه، وأَن يواصل المانح بحثه على المستوى ذاته من اختيارٍ صارمٍ ممنوحين جُدُداً بدون مساومة على المستوى أَو على الغاية الأَصلية.
وإِذا جاء التكريم ظرفياً آنياً عابراً، يذهب التكريم إِلى النسيان، وتَغُور الجائزة بدون ذاكرة، ويُمسي الحدَث لقاءً اجتماعياً هشاً كسهرة أَو حفلةٍ أَو مناسبة روتينية.
أَهميةُ الجائزة أَن تكون حافزاً على العمل المستدام، سواءٌ كانت لفَردٍ فتحثُّه على مواصلة العطاء، أَو لـجهةٍ رسمية أَو خاصة فتدفعها إِلى إِكمال نهضةٍ أَتَــتْــها، أَو مشروعٍ باشرَتْهُ، أَو رؤْيةٍ تسعى إِليها.
وحين تحظى بالجائزة مدينةٌ أَو بلدةٌ أَو بلديةٌ على نشاطها الثقافي أَو السياحي أَو الاجتماعي، تدخُلُ السجلّ الإِقليمي أَو العالَـمي، وعليها تالياً أَن تُحافظَ على إِبقاء هذا السجلّ نابضاً بها كي تظلّ في استحقاق التذكار.
هكذا يكونُ التكريم، بجائزةٍ أَو تسمية، جديراً حقاً بحاملِها، وعنواناً آخرَ له على لائحة الشرف.