نقطة على الحرف- الحلقة 1190
في طُــرُق الوقاية
الأَربعاء 11 شباط 2015

 

         الأَربعاء الماضي (4 شباط في اليوم العالمي للسرطان) كتَبَ الـﭙـروفسور فيليـپ سالم أَن “أَمبراطور الأَمراض خسِرَ الكثير من جبروته، وبدأَ يسقط عن عرشه بفضل التقدُّم العلمي الكبير وتَطَوّر المعرفة بـماهية المرض وكيفية القضاء عليه”. سوى أَنه نَــبَّــهَ إِلى “النسبة الضئيلة في الوقاية من هذا المرض” مع أَنّ الأَبحاث التي توصَّلَت إِلى كشف طرق الوقاية أَكثرُ وأَهَمُّ من الأَدوية الـمكتَشَفَة لعلاج السرطان.

          في طُرُق الوقاية نادى فيليـپ سالم بـتطويرِ سياسة صحية للقضاء على التدخين الذي يسبب 25% من أَمراض سرَطانية تقضي سنوياً على نحو 3 ملايين إِصابة. وثمة 30% من الأَمراض السرطانية تسبِّبها التهاباتٌ جرثوميةٌ تقليديةٌ يمكن الشفاءُ منها بالتلقيح أَو بالمضادّات الحيوية، واستعمالُهُما متوفِّـر للخلاص من الإِصابة المحتومة.

          وبين طرُق الوقاية، يُـنَـبِّـه فيليـپ سالم إِلى: عدَمِ التعرُّض طويلاً لأَشعة الشمس، وقْفِ استعمال الأَشعَّة فوق البنفسجية في صالونات التجميل، الإِقلالِ من مادة الأَســﭙــستوس في بناء المنازل، التخفيفِ من الموادّ الكيماوية في تحضير الطعام وحفْظه، عدمِ الإِفراط في شرب الكُحُول، واعتمادِ قليلٍ من الطعام وكثيرٍ من الرياضة لأَن السُّمْنة تزيد من الإِصابة بالسرطان.

          وأَوضحَ فيليـپ سالم لـحُكّام العالم والمؤَسساتِ المعنيّةَ بالصحة (على رأْسها منظمة الصحة العالمية) أَنّ في العالم سنوياً 14 مليون إِصابة بالسرطان يمكن بالوقايةِ إِنقاذُ 10 ملايين منها عند وضْع سياساتٍ صحيةٍ إِنقاذيةٍ بِـجَعل الصحة أُولى الأَولويات.

          وبـبلاغة الطبيب الحكيم يذكّر فيليـپ سالم أَنّ “الوقايةَ مسؤُوليةٌ رئيسةٌ لكلّ فرد، فالحياةُ هبةُ الله، والصحةُ مدخلٌ إِلى الحياة، لذا وجَبَ الحفاظُ عليها”.

          هذه الأَرقام والوقائع والإِحصاءات ليست مُوَجَّهةً إِلى الأَفراد وحسْب بل خُصُوصاً إِلى المسؤُولين لأَن إِرغام الأَفراد أَحياناً على اتِّـباع وقايةٍ أَو تَـجَـنُّبِ آفَة، يُـنقِذُهُم مما يترصّد بهم إِن أَهملوها، وفي رأْسها آفةُ التدخين التي تقضي على المدخّنين كما على مَن يَتَـنَشَّقون الدخان ولو غير مدخنين.

          سلامةُ الغذاء، سلامةُ الأَجواء، سلامةُ الأَصحّاء: ثلاثُ سلامات ضرورية للخلاص من الصّدمة والأَسى والتحسُّر والموت.

          فكيف لا يَــتْــبَــعُ البصير ما يعجز عنه الضرير؟

          وكيف لا يَـتَـنَـبَّـه الواعي إِلى ما يعجَزُ عنه الـمُـتداعي؟

          فيليـپ سالم – وهُو مَن هُو عالمياً في محاربة السرطان – تنبيهُه في اليوم العالمي للسرطان إِلى الوقاية من السرطان يجب أَن يكونَ كلَّ يومٍ تنبيهاً إِلى اتِّباع وقايةٍ سهلةٍ في بداياتها، صعبةٍ لاحقاً، ومستحيلةٍ ختاماً، فعلى ذوي القرار أَن يَحزموا في قراراتهم، وعلى الأَفراد الاتِّعاظُ أَنّ الحياةَ تستاهلُ مع كلّ شُروقِ شمسٍ أَن نستقبلَ الشمس بصحّةٍ سليمةٍ تَليقُ بِـجَمَال الحياة.