حرفٌ من كتاب- الحلقة 187
“قضاء مرجعيون: بلدات وبلديات”- الصحافيّان رونيت ضاهر وروجيه نهرا
الأَحَـــد 21 أَيلول 2014

Marjeyoun

          في سِفْرٍ مُوَثَّق من 250 صفحة حجماً كبيراً في لغتَين عربية وإِنكليزية، أَصدر الصحافيّان رونيت ضاهر وروجيه نهرا سنة 2011 كتابَهما الـمُشترَك “قضاء مرجعيونبلداتٌ وبلديات” نسَّقَه جوزف خليل، راجعَه كامل جابر، وترجَمَتْه شادية نهرا. وهو غنيٌّ بالنصوص الرسمية والتاريخية والسياحية، والصُّوَرِ الـمُصاحِبَةِ النُّصوص في دلالةٍ على جهدٍ دَؤُوب لإِبراز ما في هذا القضاء الجنوبي من كنوزٍ تراثية وفيرة.

          يُبرِزُ المؤَلّفان في البداية أَهمية مرجعيون الواقفة على حَدّ الخطَر بسبب موقعها الجغرافي وسط الصراعات الإِقليمية والدولية، ولكنها مثالٌ وطيدٌ للحياة الإِسلامية المسيحية. وعَمَدَ الـمُؤَلّفان إِلى التعريف بالمنطقة تاريخاً وجغرافيةً وشخصياتٍ وتُراثاً، وأَفْرَدَا فصلاً خاصاً لآخِرِ انتخاباتٍ بلديةٍ في أَيار 2010 وما رافقها من نتائج.

          هكذا يَتَدَرَّجُ الكتابُ من التعريف بقضاء مرجعيون في بلداته الاثنتين والثلاثين، ثمانٍ منها على الشريط الحدودي مباشَرةً، وفي سهله امتداداً لسهل البقاع بطُول تسعة كلم وعرض أَربعة، وارتفاعِه 450 متراً عن البحر وينابـيعه الغزيرة التي تصب فيه.

          ومن التعريف ينفتحُ الكتاب على القضاء منذ اتّحاد بلديات جبل عامل مُروراً بـجديدة مرجعيون بلدة العلْم والثقافة والإِرث الحضاري تاريخاً ومجتمعاً وواحاتٍ تربويةً وعلْميةً ودينيةً وتراثيةً وأَعلاماً ودوائرَ رسمية، ونُكمِل إِلى الخيام موقعاً وتاريخاً ومعتقلاً وآثاراً، فإِلى إِبْل السقي (بلدة شيخ الأَدب الشعبيّ سلام الراسي)، فالطيّبة فالقليعة فالصوّانة فالقنطرة فالوزّاني فالبويضة فالقُصَير وبلاط وبني حيان وبْليدا وبُرج الملوك وتولين وحُولا ودير ميماس (واحة الزيتون) ودِبّين ودير سريان ورُبّ ثلاثين وسَرَدَا وطَلُّوسَة وعدَيسة وعدشيت وعين عرب وعلْمان وقبريخا وكَفَركِلا (وفيها “بوابة فاطمة”) ومجدل سلْم وميس الجبل ومركَبَا ومُـحَـيْـبِـيـب ووادي الحُجَير.

          وإِلى ما يَزخر به الكتاب من صُوَرٍ للبيوت والآثار والمناظر الجنوبية الجميلة وصُوَر أَعضاء المجالس البلدية ونُبذَة عن كُلّ بلدية بسكّانها وناخبـيها، جاء الفصل الأَخير من الكتاب “بين الأَرض والسماء” ليفتَحَ مجموعةَ صُوَرٍ جميلةٍ لطبيعة الجنوب اللبناني المميَّزة: سماءٌ تُوشِّحُها غيوم، قُرىً تَتَلَحَّف الثلج، وديانٌ تتخاصَر وتتعانق بِخُضرتها وأَشجارها وأَزهارها وعبَق الأَرض، بحيراتٌ صغيرة وبساتينُ وفيرة وبيوتٌ غزيرة ودُروبٌ وأَحياءُ ومَعالِـم، ثم الخاتمةُ دليلٌ رقميّ إِحصائي مفصَّل للقرى الاثنتين والثلاثين، فدليلُ بلديات القضاء عنواناً وهاتفاً ورئيساً ونائبَ رئيس لكل بلدية بالتفصيل، فدليلُ المخاتير والمراكز الإِدارية الرئيسة والمدارس والجمعيّات والنوادي والمصارف والمستوصفات والمستشفيات.

قضاء مرجعيون: بلدات وبلديات” ليس كتاباً سَرْدياً انْطباعياً، بل هو مرجِعٌ توثيقيٌّ علميٌّ سياحيٌّ يُعادُ إِليه لأَيّ معلومةٍ عن بلدات القضاء وبلديّاته، ففيه الجوابُ الأَكيد لأَيّ تساؤُلٍ أَو استفهام، عن هذا القضاءِ الواقف على حُدود الخَطَر لكنه صامدٌ بعناد أَهله على التشَبُّث بأَرضهم والمقاوَمةِ من هذه الأَرض كي تَسْلَمَ في جميعِها الكاملِ أَرضُ لبنان.

____________________________________________

http://claudeabouchacra.wordpress.com/2014/09/24/