_________________________________________________________
مؤسسة ميشال زكور
احتفال تسليم
جائزة ميشال زكور 2014
عن الأدب اللبناني
إلى
الشاعر هـنري زغيـب
على كـتابه “الياس أبو شبكة من الذكرى إلى الذاكرة”
(منشورات درغام)
عن الفكر اللبناني
إلى الدكـتور نبيــل خليفة
على كـتابه “ميشال شيحا أول أنبياء لبنان وآخر أنبياء فلسطين”
(دار بـيـبـلـوس للدراسات)
إدارة الاحتفال
أنـطـوان سـعــد
ﭬــيلا عودة – الأشرفية – الأربعاء 17 أيلول 2014
**********
كلمة لجنة الجائزة: المحامي أَلكسندر نجار
أيها الحضورُ الكرام، أصدقاءَ الفكرِ اللبناني والثقافةِ اللبنانية.
كانت لجنةُ تحكيم “جائزة ميشال زكور” تَوَّجَت العام الماضي كتابَ أحمد بيضون بـجائزتِها الأولى.
وهذا العام، في دورتِها الثانية، ارتأَتْ أن تُتوِّجَ كِتابَين اثنَين: الأولُ في مجال الدراسة الأَدبية، والآخَرُ في مجالِ الدراسةِ التاريخية، يَـجمَعُ بينهُما تَــنَـاوُلُـهُمَا عَلَمَين عايَشا ميشال زكور، هُما ميشال شيحا الذي واكَبَ مغامرةَ الدستور، والياس أبو شبكة الذي واكَبَ مغامَرَةَ “الـمعرض”.
ويَـجمَعُ بين صاحِبَي الكتابَين، نبيل خليفة وهنري زغيب، أنهُما كاتبان يـتمَيَّزان برصانَتِهما ونِضالِهِما من أجل الثقافةِ والتراثِ اللبناني.
فنبيل خليفة مؤلِّفٌ معروفٌ، وباحثٌ أكاديميٌّ رصينٌ في الفكر السياسي، أسّس “مركز بيبلوس للدراسات والأبحاث”، وشغَلَتْه القضيةُ اللبنانيةُ بأَركانِها وقضاياها فانصرفَ إلى البحثِ عن جذورِها وجذوعِها، ودافَعَ ولا يزالُ يُدافعُ عن تاريخيّة لبنان ودورِهِ في هذا الشرقِ وفي العالم، ووَضَعَ في القضيةِ اللبنانية مؤلَّفاتٍ كثيرةً يَصعُبُ حصْرُها هنا، منها “لبنان والخيارُ الرابع: الحياد أو التحيــيد”، “لبنان في استراتيجية كيسنجر”، “الاستراتيجيات السورية والإسرائيلية والأوروبية حيال لبنان”، “مدخل الى الخصوصية اللبنانية”، وكتابٌ قَـــيِّمٌ في الفرنسية حول مصيرِ المسيحيين في الشرق – وهو موضوعٌ يُطْرَحُ اليومَ أكثرَ من أَيّ وقتٍ مضى-، ومن أَواخر مؤلَّفاته: كتابُــهُ الـمُكَـــرَّمُ اليوم، وفيه يُبَيِّنُ أبعادَ ميشال شيحا الفكريةَ والسياسيةَ، ورُؤْيَويَّــتُهُ التي تُعْتَبَرُ من أعمدةِ تاريخِ لبنان الحديث. وفي هذا الكتاب يشدّدُ خليفة على صَوابيّةِ أَفكارِ شيحا، إنْ لجهةِ الطائفية أو قضيةِ فلسطين أو دورِ لبنان في بيئتِهِ العربيةِ وفي حوضِ البحر البيض المتوسط.
أما هنري زغيب، فهو شاعرٌ مُـمَيَّـزٌّ وكاتبٌ وناقدٌ معروفٌ في الصحافةِ المكتوبة والإعلامِ المسموعِ والمرئيّ، ومسؤولٌ عن مراكزَ عدَّةٍ بينها “مركزُ التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية، وهو مُـحَــرِّكُ مشاريعَ تُعنى بالتراث اللبناني، وكانَ درَّسَ الأدبَ في عددٍ من الجامعات في الولاياتِ المتحدة الأميركية، وكرَّسَ عدداً من مؤلَّفاتِهِ والكثيرَ من محاضراتِهِ للأدبِ اللبناني وأَعلامِه أمثالَ جبران وسعيد عقل والياس أبو شبكة موضوعِ كتابِهِ الأخير الذي نالَ “جائزةَ ميشال زكور” لأنه أدخَلَنا إلى عالم أبو شبكة الشاعرِ والناثرِ والعاشقِ الذي غابَ باكراً، تاركاً قصائدَ خالدةً تُذَكِّرُنا بالشعراء الرومنطيقيين في فرنسا، خصوصاً بعالَـمِ بودلير الذي أوحى له عنوانَ ديوانِهِ “أفاعي الفردوس”. وما يَلْفِتُني في هنري زغيب هو اندفاعُهُ المتواصِلُ في الدفاع عن الثقافةِ اللبنانية، ونشاطُهُ المستمِرُّ على عكس بعض مثقَّفي المقاهي الذين يُنَظِّرون ولا يَفْعَلُون. من هنا أنّ هنري زغيب مناضلٌ يحمِلُ القلَمَ سلاحَه وبه يُحاربُ على جميعِ الجَبَهات من أجل نُصْرةِ الفكْر والثقافة في لبنان.
إننا نَفتخرُ بهذَين الأديبَين المرموقَين، وباسم لجنةِ التحكيم نرفعُ إليهِما أحرَّ التهاني وأخلَصَ التمنّيات.
**********
كلمة الأُستاذ مكرم زكور
أَيها الحفلُ الكريم:
“مؤسسة ميشال زكُّور” تتشرّف هذه السنة بتكريم الكاتبَين نبيل خليفة وهنري زغيب. فــ”جائزةُ ميشال زكُّور” ترصُدُ الأَعمالَ الفكريةَ والأَدبية، لتكافِئَ أَفضلَ بحثٍ عن الأَدبِ والفكْرِ اللبنانيَّـين.
وإِنّ لجنة الجائزة اختارَت كتابَ الدكتور نبيل خليفة “ميشال شيحا أَوّلُ أَنبياء لبنان وآخرُ أَنبياء فلسطين” لِـما فيه من تَـلاقٍ مع رؤْية ميشال زكُّور حولَ لبنان الذي تصوَّره وحَلَمَ به: الاستقلال، الديمقراطية، الجمهورية، الحرية في ميادينها، الانفتاح على العرب والعالم، تأْييد الحق العربي في فلسطين، اللاطائفية، والتعايش الإِسلامي المسيحي. وتلك كانت فكرةَ “الكتلة الدستورية” التي مثَّلَها تفكيراً وتنظيراً ميشال شيحا، وكان زكُّور أَحدَ أَعمدتِها ولولبَها الـمُحرِّك.
كما اختارَت اللجنةُ كتابَ الشاعر هنري زغيب “الياس أَبو شبكة من الذكرى إِلى الذاكرة” لكَون أَبو شبكة من ركائز “معرض” زكُّور، وفي مكاتبِها تأَسسَت “عصبة العشرة” من أَربعة عاملين فيها: ميشال أَبو شهلا، فؤاد حبيش، الياس أَبو شبكة، وخليل تقي الدين.
وتُذكَرُ لأَبو شبكة عبارتُه في الوفاء: “إِني لا أَعرفُ صحافياً أَخلَصَ لعقيدتِه اللبنانية وثابَرَ على هذا الإِخلاصِ كصاحب “المعرض”… فمن يتصفحُ جريدة “المعرض” منذ نشْأَتِها إِلى آخرِ نشرةٍ من حياتها الشريفة، يرى روحَ ميشال زكُّور متجسِّدَةً فيها، تَتَمَشّى في صفحاتِها، على غرارٍ واحد، ودستورٍ واحد، وعقيدةٍ واحدة”.
ختاماً، أَتقدَّم من الدكتور نبيل خليفة والشاعر هنري زغيب بأَحَرّ التهاني على هذَين الكتابَين اللذين أَضاءَا فيهما على شخصيَّـــتَـين عاصَرَتَا ميشال زكُّور في الـمَجالَين: الفكريّ السياسيّ، والأَدبيّ الصحافيّ.
كما أَتقدّم بفائق الشكر من معالي الأُستاذ ريمون عودة والسيّدة ليليان تيّان على تقديمِ هذه الفيلا/المتحف لإِقامةِ هذا الاحتفال.
**********
كلمة هنري زغيب
إِخالُهُ داخلاً علينا، متأَبِّطاً حُزمةً من “معرِضِه” يُسرةً، وفي يُمناه قلمٌ سَنّه بضميره اللبناني، يُحيِّينا ويجلس بيننا يتابع احتفالاً باثنَين غاليَين على قلبه: ميشال شيحا معمدانِـيّ “الأُمّة اللبنانية” وخاتِم “الحدْس الفلسطيني”، والياس أَبو شبكة مُـخاصِرِه في عرس لبنان اللبناني.
وإِخالُهُ بيننا مغتبطاً بذينِك الرفيقَين الاستقلاليَّين، ذاكراً لشيحا وضْعَه دستور لبنان1926 مع عمر الداعوق ورفاق، وراوياً لنا “نتعات” الياس أَبو شبكة في غرفةٍ من مكاتب “المعرض” وُلِدَت فيها “عُصبة العشْرة” وظلَّت مشدودةَ الأَعصاب حتى تراخى “المعرض” باحتجابه فتشظَّت “العصبة” من غرفة “المعرض” ليولدَ منها “مكشوف” فؤاد حبيش (1935) و”جمهور” ميشال أَبو شهلا (1936) وينصرفَ خليل تقي الدين إِلى المجلس النيابي والتأْليف، ويبقى “الجوكر” الياس أَبو شبكة، كما أَمدّ “الـمعرض” وميشالَه الزَّكُّور نصوصاً ووفاءً، يمدُّ “مكشوف” حبيش وجمهور “أَبو شهلا” بكتابات غزيرة وفيرة أَثيرةٍ كان لها “المعرض” لـمعة المنارة.
وبقيَ لنا “المعرض” (بين أَول أَيار 1921 و21 حزيران 1936) 1106 أَعدادٍ ناريةٍ شاهرةً لبنانيَّتَها في وجه انتدابٍ “ضيّفنا” لبنان الكبير لـ”يستضيفنا” في أَحضانه فانتفض ضدَّه ميشال زكور لا راضياً إِلاّ باستقلال لبنان التامّ، مُقْلقاً لأَجله راحةَ مفوَّضين سامين فرنسيين وموظّفيهم، حتى ضجَّ منه الكونت ده مارتِل وسمّاه “الفتى المتمرِّد”.
إِخالُهُ بيننا الآن يبتسم، مغتبطاً من مُكْمِلي رسالته اللبنانية، في طليعتهم وَلِـيُّ إِرثِـه “مَكْرَمُ”ـهُ الحارسُ غيابَه فيبقى حُضُورُه نابضاً بإِعادة طبع باقاتٍ من “الـمعرض”، بإِنشاء مؤسسة باسْمه، وبـتَـبَـنّي جائزةٍ تَستَذْكرُهُ سنوياً في اختيارها أَثراً أَدبياً يعكس لبنان ميشال زكور الذي كان غُرُوبُ عينيه قبل شروق استقلال لبنان بِسِتّ سنوات، بعدما عمِلَ له في كتلةٍ دستوريةٍ ربما كان بين نواياها أَن ترشِّحَهُ أَولَ رئيس جمهورية للبنان الاستقلال.
وإِخالُهُ، قبل أَن يودِّعَنا، يتركُ لنا تحية ووصية:
أَما التحية فشكرانُ أَعضاء لجنة الجائزة في دورتها الثانية على استحضار ميشال شيحا والياس أَبو شبكة في كتابَين أَنصفاهما ضدّ عُقُوق هذا الزمن اللبناني الجاحد.
وأَمّا الوصية فأَلاّ تبقى أَعدادُ “المعرض” على رفوف بعض المكتبات العامة، يَزورُها نَفَرٌ ضئيل ونسيانٌ ثقيل، وأَن تتوزَّع على طلاّب جامعيـين يَدرُسُون موادَّها للماجستر والدكتوراه، لأَنّ في ثنايا صفحاتها ما يُغني أَكثرَ من أُطروحةٍ وبحثٍ ودراسة بِإِرثٍ لبناني يشرّف باحثين معظمُهم يبحث في مواضيع غريبةٍ مغتربةٍ غاربةٍ عن تراثنا اللبناني الأَغلى ما ورثناه من حضارةٍ لعصرنا وكل عصر.
هنيهاتٍ أَمضى بينَنا، ثم تأَبّط حزمةَ “معرضه” وقلمَه وخرَج لكنه دخَل القلوب والنفوس، بلبنانيّته الناشبةِ نجماً في ليل لبنان، ليبقى – مع ميشال شيحا نبيّ الأُمّة اللبنانية ومع الياس أَبو شبكة – حضوراً حيّاً يَمتدُّ من هَلَّة الذكرى إِلى هلال الذاكرة.
**********
مواقع نشَرَت الخبر:
http://www.lebanonfiles.com/news/773916
http://www.nna-leb.gov.lb/ar/show-news/116438/
http://www.asswak-alarab.com/archives/6849
http://newspaper.annahar.com/article/172013-
http://www.lorientlejour.com/article/886771/remise-du-prix-michel-zaccour-2014.html
http://claudeabouchacra.wordpress.com/2014/09/20/