791: الثورةُ ضدَّ الجهْل

الثورةُ ضدَّ الجهْل
السبت 27 نيسان 2013
-791-

أَن يجتمع على منبر البنك الدولي في واشنطن مساء الخميس الماضي بان كي مون ورئيس البنك الدولي ووزيرة النمو الإقليمي البريطانية وآخرون من أَجل… فيلم، فدليلٌ على أَنّ هذا يحمل قضيةً قُصوى.
وإِنه كذلك فيلم “بُزوغ الفتاة” Girl Rising (141دقيقة) أَمضت مؤسسة “10×10” أَربع سنوات تَجمع ريعاً له بلغ 20 مليون دولار حتى حقّقه المخرج ريتشارد روبنز (مرشح للأُوسكار) ووَضعَت نصوصَه تسعُ كاتبات سجَّلتْها تسعُ ممثلات شهيرات (بينهنّ ميريل ستريپ، سلمى حايك، آنّا هاتاواي) ليروي حالاتِ تسع فتياتٍ من تسعة بلدان (أَفغانستان، مصر، الـﭙـيرو، نيـﭙـال، الهند، سييرا ليون، إِثيوﭘـيا، كمبوديا، هايتي) عانَيْنَ الزواج القسريّ المبكّر والاستعباد والقهر والاغتصاب والأَشغال والعَمَالة العنيفة، لكنهنَّ تغلَّبن على أَوضاعهن بالتعلُّم حتى بلغَت واحدتُهن أَن تقول: “أَصبحتُ سيّدة مصيري… وستحذو أُخْتٌ لي طريقي فتبزُغُ حريتُها وتأْخُذ مكاني في النضال”.
رسالةُ الفيلم: “فتاةٌ شُجاعة تُحرِّك ثورة”، أَطلقتْها المؤسسة ضمن “حملة عالمية لتعليم الفتيات” بتحفيز متطوعين من بلدان عدة لتغيير حياة الفتيات في تلك البلدان وفي سواها، من مبدإِ أَنَّ “قوة الإِرادة والروح البشرية وقدرة التعليم وفضيلة التربية قادرةٌ مُـجتمعةً على تغيير العالم”. توَلَّت شبكة “سي.إِن.إِن” توزيع الفيلم في صالات الولايات المتحدة وأَخذ يعصف في ملايين المشاهدين توعيةً على وضع الفتيات المأْساوي وما يحققه تعليمُهُنَّ من تطويرٍ في مجتمعهِنّ وتالياً في سائر مجتمعات العالم. والشهادات التي أَدلَت الفتيات بها في الفيلم، قاسيةٌ وقاهرةٌ ومؤثِّرة، وتَحُثُّ على تعليم الفتيات وتربيتهنّ وتنشئتهنّ لإِنقاذ 66 مليون فتاة في العالم من ظروفهنّ البائسة وتقديمهنّ إِلى المستقبل أُمّهاتٍ رائداتٍ لأَجيالٍ مقبلةٍ رائدة.
وتأْكيدُ بان كي مون في احتفال إِطلاق الفيلم أَنّ “سنة 2015 ستشهد انحسار الكثير من موجة هذا القهر” دليلٌ على عمل آلاف الخبراء في كلّ العالم لانتشال الفتاة من وُحُول الذُّلّ والقَهر والفَقر والعذاب ورفْعها إِلى مستويات التعلُّم والهناءة.
هكذا، في اعترافات الفيلم كما سردَت قصةَ كُلٍّ بينهنّ كاتبةٌ من بلادها، تَظهر أَوضاع الفتيات في مجتمعاتهنّ، وتُلحُّ ضرورة تعليمهنّ وتربيتهنّ على مستوى واحد من العدالة والمساواة حتى تكونَ أُنوثتُهُنّ حبَّة القمح التي تَتَسَنْبَلُ خيراً في مجتمعها وتَلِدُ له أَولاداً ينفتح لهم ولَـهُنّ غَدٌ مُشرق سعيد.
يتداول العالم في حقوق المرأَة؟؟ صحيح.
ولكنْ، قبل أَن تكون امرأَة، فلتكُنْ لها حقوقُها كفتاة، حتى إِذا أَصبحت امرأَةً تكون كاملةَ الأُمومة والأُنوثة وجمالِ النفس والروح.
وهذه هي المرأَةُ الأَسمى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*