أَنتِ… في بَيتي !!!
السبت 3 تشرين الثاني 2012
-766-
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… هَمْسُ النَّسَم يَحُطّ حافياً على شفاه الورد، رَقصُ الشُّعاعات الـهيمى على إيقاع الجمال !
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… وقْعُ الفَراشة على بَتْلَةِ وردةٍ في يوم عيد: بِرُؤوس أَصابعكِ تُلامِسين الأَرض، فيَكونُ حوارٌ لَها مع هَسيس البيت: على خَصركِ الْمَيّاد تتهادى نُجومٌ من غوىً، وعلى كتفيكِ تَلهثُ سنابلُ شَعرِكِ الهائم !
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… يَتردَّدُ صوتُكِ في البيت فيَمُوج بين حناياهُ حاملاً نسيجَ صداهُ عِطْراً يَفيءُ الى الذكرى فيحفَظُها، وحين ترنُو عيناكِ الى قطافٍ، تنسابُ الى يَدَيكِ حبوبُ التين والعِــنّــاب !
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… تَتَمَوْسَمُ أَرضُ بَيتي فَتُعْشِبُ يَناعاً، ويكونُ قمحٌ، ويكونُ خيرٌ، ويكونُ حَصادٌ، ويُزْهِرُ عمري مواسمَ في فرحة الجنى: الخيرُ أَنتِ، والصالِحُ أَنتِ، وأَنتِ الفرَحُ الآتي من النفَق الطويل !
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… وأَنتِ تَتَنَقّلين في حَذَرٍ أُغنُوج: حُبلى ولا زَواج، حُبلى ولا وَضْع، حُبلى بـِحُلْمٍ لن يَصحو، نُطْفَتُهُ نابضةٌ قلباً آخر في رَحمِك الطاهرة !
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… وأَنا مُنخَطفٌ إليكِ: أَمشي على رُؤوس كلماتي، عند تقَاطُع أنفاسي، خوفَ أُخطِئُ نَجواكِ! وأَعيشُ لَـحَظاتي بين ضِفَّتين: جَنَّةِ رضاكِ، وجحيمِ انْسحابِـه عني. وأَطيرُ بِـقلبي بين أَرضٍ وسماء: أَرضِ هَلَعي من أَن أُخْطِئَ فتَغْضَبي، وسَماءِ فرَحي بِـسَعادةِ أَنكِ راضية. وأنا ما عادَ لي عمْرٌ بِـدون رضاكِ !
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي… من غَمْرِ المياه الى مَسامِّ الأرض. فلْتتباركْ مياهُ بَيتي بانْهمارِكِ القدّوس، ولْتَتَبَرْعَمْ أَرضُ بَيتي لآلئَ ندىً، ولْتُزهِرْ أَرجاءُ بَيتي رُؤًى مُلوّنةً، ولْتُثْمِرْ أَنسامُ بَيتي دوالي كُرومٍ من الشِعر، ولْتُشْرِقْ في فجر بَيتي شَمسٌ تتوهَّجُ من وجهكِ العَذُوب، ولْيَشِعَّ جَمالُكِ في بَيتي فردوساً كلَّما وَلَـجْتُ جَنَّتَه أَحسَسْتُني جديداً أَدخلُ مَـملَكَةً جَديدة، طاهراً من كُلّ دَنَس، بريئاً من كُلّ عَيب، نقيّاً من كُلّ ذاكرة!
***
قَدَمَاكِ الحافيَتانِ في بَيتي…
أَحْــبِــبِــيــكِ، أَحْــبِــبِــيــكِ حَــبَّــبْــتِــني بِـــبَيتي!
هنيئاً لِـــبَيتي بِــكِ!
هنيئاً لي بِـــبَيتي صــار “بَــيــتَــنا”!