642: حذّروا نساءَكم وبناتكم من الدّراجات النارية

الحلقة 642: حَذِّروا نساءَكم وبناتِكم من الدرّاجات النارية
(الأحد 14 تشرين الأول 2007)

تتفشَّى، منذ فترةٍ في شوارع بيروت، ظاهرةُ نشْل الحقائب من أذرع السيدات على درّاجةٍ نارية يقودُها غالباً وَغْدان حقيران بلا مسؤولية ولا أخلاق ولا ضمير، يتولّى أحدُهما القيادة، ويتولّى الآخر الجالس وراءه نشْلَ الحقيبة من يد السيّدة أو ذراعِها أو كتفِها، وقد لا يستطيع نشْلَها بسهولةٍ فيجُرُّها بها ويوقِعُها أرضاً، وقد يسحَلها على الأرض أمتاراً موجعةً قاسية مُسَبِّباً لها رُضوضاً أو كُسوراً أو خُدوشاً، وقد يُدميها ويَمضي، تاركاً إياها مرميةً على زفت الأرض، وهو يَغيبُ على الدراجة النارية، في يده الحقيبةُ بِما فيها من مال يَهُمُّه، ويرميها لاحقاً بما فيها من أوراقٍ ووثائقَ ثُبُوتيةٍ تُمضي صاحبتُها لاحقاً أياماً طويلةً صعبة مضنية للحصول على نسخةٍ لها بدلاً عن ضائع.
هذه الظاهرة تتكرّر في بيروت بشكلٍ شبه يومي، ولا رادعَ ولا رقيب ولا حسيب. وكيف يكون لهذا الدرَّاج الوغد الأرعن الحقير أن يرتدع، حين هو يجتاز التقاطع على الضوء الأحمر، أو يمضي عكس السير، أو يتجاوز زيكزاكياً بين السيارات ويبلغ رأس الخط الواقفِ بإشارةٍ من شرطي السير، ويكمل هو إلى الاتجاه المقابل تحت نظر شرطي أبله مسطّح لا قدرةَ له أو لا سلطةَ أو لا هَيبة لإيقاف هذا الدرّاج الحقير الذي ربما هو ماضٍ إلى نشْل حقيبةٍ من ذراع سيّدة.
هذه الدرّاجات النارية أصبحت، في شوارع بيروت المزدحِمة تماماً، كالدبابير المزعجة المؤذية، وباتت تشكّل خطراً لا على درّاجيها الزعران وحسب، وهُم يتجوّلون بدون قبعة حديدية، بل على السلامة العامة والمرور والمارّة والسائقين، لأن هؤلاء الدرّاجين فالتون من كل نظامِ سير، وكل إشارةٍ ضوئية، ومن هَيبةِ شرطي السير الذي يمرون تحت أنفه وتحت نظره وهو أبله لا يردعُهم ولا يوقفُهم ولا حتى يسطّر بهم مَحضر ضبط أو مُخالفة.
فحذارِ، حــذار !!! ونبِّهوا زوجاتِكم وبناتِكم إلى خطر هؤلاء الأوغاد الحقيرين الخارجين على كل سلطة وقانون وانضباط، لأنهم عارفون أنْ لن تَطالَهم أيةُ عقوبة.
إن الدراجات النارية في شوارع بيروت باتت خطراً على الناس، خطراً حقيقياً، خطراً داهماً يومياً على كل سيّدة وصبيّة، فابتعدوا عنهم وأَبْعِدوا زوجاتِكم وبناتِكم وحذِّروهنَّ منهم حين يمشين في شوارع بيروت، ولتنتبه كلُّ سيّدة وكل صبيّة من أية دراجة نارية تمر، وليبقَ هذا الحذر يومياً، بانتظار أن تصبح عندنا دولة تُبعِد عن نسائِكم وبناتِكم خطرَ هؤلاء الأوغاد الحقيرين، وتأخذهم إلى عقوبةٍ قاسيةٍ، أقلُّ ما يَجب أن يُصيبَهم منها: الفَلَق.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*