الحلقة 434: ضوءٌ لبنانيٌّ مشرِّفٌ من باريس
(الخميس 20 تشرين الأول 2005)
وسط ما يُحيق بنا في لبنان الداخل من ضبابٍ رماديٍّ وجَوٍّ تَرَقُّبِيّ، صدر عن منظمة الأونسكو في باريس البيان رقم 123/2005 حاملاً نبأَ انضمامِ تسعةٍ وعشرين عضواً جديداً إلى المجلس التنفيذي في المنظمة، منتَخَبين لأربع سنوات من أعضاء مئة وإحدى وتسعين دولةً في العالم خلال الدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر العام في باريس، وهُم نصف أعضاء المجلس التنفيذي الذي يضم مندوبي ثمانٍ وخمسين دولة في العالم. وكان لبنان، بحسب المناطق الثقافو-جغرافية، مرشَّحاً عن منطقة المجموعة السادسة، ففاز مع مصر والجزائر عن تلك المنطقة.
أهمية هذا الحدث الأبيض في الخارج وسط أحداثنا الرمادية في الداخل: انضمامُ لبنان إلى عضوية المجلس التنفيذي مع دول كبرى كالولايات المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وروسيا وفنْزويلاَّ والأوروغواي وسواها. وهذا المجلس يجتمع سنوياً مرتين للإشراف على تنفيذ البرنامج والميزانية كما أقرهما المؤتمر العام أعلى سلطة في المنظمة. والمتوقَّع أن يجتمع المجلس الجديد صباح الاثنين المقبل في 24 الجاري لانتخاب ورئيسه ونواب الرئيس وأعضاء مكتبه.
وهذه ليست المرةَ الأُولى ينتخب لبنان إلى عضوية المجلس التنفيذي الذي هو إحدى الهيئات القيادية الثلاث في منظمة الأونسكو، وله أن يثبت تنفيذ البرامج كما تُرفَع إلى المدير العام للمنظمة، إذاً دوره رئيسيٌّ تقريري.
هذا المجلس الذي تشكَّل للمرة الأُولى عام 1946 حظي برئاسة لبنانيٍّ لدورة 1972-1974 هو العالم د. فؤاد صروف الذي كانت له إبان ولايته بصمات واضحة على سير العمل في المجلس التنفيذي وتالياً في قيادة المنظمة.
دخول لبنانَ المجلسَ التنفيذي لهذه المنظمة الدولية القيادية، ضوءٌ مشرِّف للبنان في العالم وسط ما يحدث على أرضه حالياً من توتر وقلق وجو محموم ضبابي، ليُثبِتَ لبنانُ أيضاً وأيضاً أنه المنارة التي ولو عشش على أقدامها غربان أو تغلغل في بعض أرجائها ارتباك، تبقى أهميتُها في نورها الذي، حين يَشُعُّ على ميناء العالم، يبلغ نورُها آخرَ البر وآخرَ البحر، وهذه علامةُ لبنانَ المنارة البيضاء على خصر هذا الأبيض المتوسط.