الحلقة 423: مناراتٌ أكاديمية لبنانية في العالم
(الأربعاء 5 تشرين الأول 2005)
وسْط هذا الزمن الرماديّ القاتم الأنباء والتوقُّعات، مُفرحاً جاءنا هذا الأُسبوع نبأُ قرار فرع بريطانيا لِجمعية خريجي الجامعة الأميركية في بيروت تأْسيسَ”كرسي مايكل عطيّة للرياضيات” لدى الجامعة الاميركية في بيروت. ولهذا الغرض أقام الفرع (في قاعة الجمعية الملكية في لندن) حفلة تكريم للسير مايكل عطية خريج الجامعة، أحدِ أبرز علماء الرياضيات في القرن العشرين، رئيسِ اللجنة الاستشارية الدولية في مركز الجامعة لعلوم الرياضيات المتقدمة، الحائزِ على لقب “سير” من بريطانيا وعلى جائزة الملك فيصل ومدالية فرانكلين وجوائزَ ومدالياتٍ عالمية مشرّفة كثيرة، تقديراً لإنجازاته وأبحاثه في الرياضيات.
هذا النبأُ المضيء، وسْطَ هذا النفق الحالي المظلم، يشير إلى العقل اللبناني المبدع في كل حقل وفي كل صقع من العالم الذي يلتفت بعينٍ إلى مبدعي لبنان في العالم، وبالعين الأُخرى إلى الوضع السياسي الداخلي في لبنان ويقارن.
ولأهمية الكرسي الأكاديمي مستوىً ومجداً وشرفاً لصاحب الكرسي وبلاده، يجيء هذا النبأ الأكاديمي المشرق ليضاف إلى كراسٍ أكاديمية أخرى في العالم مشرِّفةٍ لأصحابها وللبنان، منها في الولايات المتحدة وحدها مثلاً: كرسي جبران في جامعة ميريلاند، كرسي كارلوس غصن في جامعة هارفرد، كرسي كلوفيس وهالة مقصود في جامعة جورج تاون/واشنطن، كرسي مايكل دبغي في جامعة هيوستن، وربما سواها أيضاً مما لا نعرف عنها.
هذا الشرف… هذا الشرف… هو صورة لبنان الحقيقي. هو صوت لبنان الحقيقي. هو لبنانُ الحضارة. لبنانُ المنارة. لبنانُ الإبداع الذي يبنيه أبناؤُه العباقرة منارةً في الخارج، وبعض سياسييه في الداخل يحولونه من منارةٍ إبداعية إلى مغارةٍ للمحسوبيات الأزلامية.