الحلقة 422: شطف المنازل الخاصة على الطرقات العامة
(الثلثاء 4 تشرين الأول 2005)
أعرف أنني عالجتُ سابقاً هذا الموضوع في “نقطه عَ الحرف”. وأعرف أن هذا الموضوع قد يبدو ثانوياً هامشياً و”مش وقتو” في زمنٍ ينتظر معه بلدٌ بكامله تقرير ميليس بين المرعوبين من التقرير والقلقين عليه.
ولكنّ في البلد مواضيعَ لا تنتظر تقرير ميليس للبدء بِمعالجتها أو لِحسمها أو لتنظيم مَحاضر ضبطٍ بِها. من هذه المواضيع:الظاهرة العاهرة السافرة الوقحة: شطف البيوت والشرفات ومداخل البيوت وترك مياه الشطف الوسخة تجري على الطريق العام، مسببة بذلك خطرَ انزلاق السيارات واصطدامها، وخطرَ انزلاق المارة عليها لِلُزوجة ما فيها من مواد، وخطرَ تلويث الطريق العام بوسَخ المياه القذرة وما تسبِّبه من بعوض وذباب وحشرات.
هذا الموضوع الذي لا ينتظر تقرير ميليس لِمعالجته، يفرضُ أن يبادر المسؤولون المعنيون بهذا الأمر إلى تنظيم محاضر ضبطٍ قاسية موجعة بأصحاب البيوت التي تسبب هذا القرف الإضافي علىالطريق العام. ويفرض كذلك من سيدة البيت أن يكون عندها حدٌّ أدنى من الذوق والمناقبية المواطنية فلا تُجري وسخ نتاجها الخاص على الطريق العام، أو أن توعز إلى خادمتها بألاّ تدير المياه الوسخة إلى مدخل البيت ومنه إلى الطريق العام.
في البلدان الحضارية: ممنوعٌ على السكان نشرُ غسيلهم على الشرفات فوق الطريق العام كي لا تَنْزل نقطةُ مياهٍ واحدةٌ على رأس مواطن يمر تحت الشرفة، بينما عندنا المواطنون ينْزلقون مُشاةً أو بسياراتهم على الطريق العام بسبب المياه الوسخة المنسابة من شطف البيوت.
المواطنون فليرتدعوا ذاتياً عن هذا الأمر البشع، وليكن عندهم نزرٌ أدنى من التربية المدنية.
والمعنيون بهذا الأمر، في الوزارة المختصة أو في البلديات، فليبادروا إلى الحزم والحسم في هذه المخالفات الوقحة التي لا تفترض، لقيامهم بواجبهم، انتظارَ نتائج تقرير ميليس.