الحلقة 392: رجال السير عندنا… شو بيشتغلو ؟
(الثلثاء 23 آب 2005)
أعرف أنني أثرت هذا الموضوع القديم الحاليّ الجديد في “نقطة على الحرف”، لكنّ بقاء الوضع شاذّاً يستوجب مُجدَّداً إثارته أيضاً وأيضاً طالَما لا يزال المواطنون يشكون ويتذمرون، وهذه الـ”نقطة على الحرف” هي أوّلاً وأخيراً صدى أصوات المواطنين.
فالمواطنون ما زالوا لا يفهمون كيف يرون شرطي سير يتحدّث بالخلوي أثناء الخدمة، أو يلعب بالمسبحة أثناء الخدمة، أو واقفاً بعيداً عن المفرق أو المستديرة فقط لأنه يبحث عن مكان ظليل يتفيَّأُه فلا يراه السائقون ويتزاحمون كأنْ ليس على المستديرة شرطي فيكون ازدحام خانق، أو شرطي سير يستوقف صديقاً له ويروح يحادثه ضاحكاً باسماً ممازحاً ولو ازدحم السير وراءه أو حوله وهو لا يهتمّ، أو شرطي سير واقفاً عند إشارة سير كهربائية على مستديرة أو تقاطع، ويَمر سائق وقح أرعن على الضوء الأحمر تحت نظر الشرطي ولا يتحرك الشرطي موقفاً إياه ولا حتى مسجّلاً رقم السيارة.
نقدّر عالياً مشاكل رئيسية تعترض وزارة الداخلية وهموماً كبرى تواجهها أمنياً وسياسياً، ولكنّ هذه المشاكل والهموم تواجه كل وزارة داخلية في العالم إنما تضبط وضع الطرقات والوقحين على الطرقات ولا تدّعي أن همومَ الأمن والسياسة أهمُّ من همومِ أمن الناس على الطرقات.
وإذا كانت المطبات التي انزرعت بكثرة مزعجة على الطرقات بشكل لا يُحتمل، تعوّض عن لجم وقاحة السائقين الرعناء على الطرقات، فهي تؤدي إلى تلف السيارات وتعكير أعصاب السائقين وزيادة غضب المواطنين على الدولة، ولا تعوّض مطلقاً عن وجود شرطي سير حازم يوفر على الناس المطبات وغياب هيبة الدولة، ويوفر عليهم سؤالَهم المُحِقّ: “رجال السير عندنا… شو بيشتغلو؟”