الحلقة 385 – … والسياحة أيضاً إشاراتٌ على الطرقات
(الجمعة 12 آب 2005)
حلقة أمس الخميس عن السياحة التي تُعيقها طرقات لم تَعُد طرقات بل صارت جلالي بطاطا، تقود اليوم تلقائياً إلى الحديث أيضاً وأيضاً عن الطرقات إنما الطرقات المتروكة بلا إشاراتٍ ولا لافتات. فثمة مداخل بلدات وقرى ومدن بدون لافتة تشير إليها، وثمة لافتات أخرى باخت منها الكتابة، وأخرى لم تعُد الكتابةُ عليها مقروءة، وأخرى عليها صور مرشّحين عباقرة من “بيت بو سياسة” تغطّي اسم البلدة ولم تُنْزَع بعد.
ومع كل الاستعدادات الطيّبة والجدّيّة يبديها وزير السياحة جو سركيس في أكثرَ من ظرف ومناسبة، يتساءل السائح الأجنبي، أو السائح اللبناني إلى سياحة داخلية، كيف له أن يصل إلى المَعالِم السياحية ولا دليل له إليها إلاّ إذا توقّف عشرات المرّات على الطريق كي يسأل بياع البطيخ وصاحب المصبغة وعامل مَحطة البنْزين وعابرَ سبيل وسائقَ تاكسي عن هذا المكان أو ذاك، حيث لا إشاراتٍ مسبَقة ولا لافتاتٍ مرشِدة ولا معلوماتٍ على لوحة عند مفترق طرق أو ناصية شارع، ولا على مستديرة ليست ترشد السائح إلى أي اتّجاه من الاتجاهات الأربعة عند المستديرة عليه أن يسلك كي يصل إلى المعْلم السياحي الذي يقصده.
إن السياحة كنْزُ لبنان الحيُّ النابضُ الذي، كلما تطوّر، كان مورداً للبنان كبيراً. إنما السياحة وحدها لا يُمكنها أن تتطوّر بدون بنية تَحتية ولوجستية تساعد وزارة السياحة على جعْل السياحة في لبنان نقطةَ جذبٍ سياحيةً مثاليةً، كما نَحن نطمح أن تكون، وكما يتناهى إلينا من استعدادات وزير السياحة الجديد، وجدّية كبار المسؤولين في وزارة السياحة، لتفعيل هذا القطاع الذي، فعلاً لا قولاً، يُمكنه أن يعيد إلينا رقم المليون سائح وأكثر، إذا توفّرت للبنانَ السياحة في لبنان إلى لبنان ومن لبنان، لوجستيات رديفةٌ تَجعل لبنان، فعلاً لا قولاً، واحةً لؤلؤيةً على خصر هذا المتوسط.