الحلقة 369:… بل هو تَجَلّي لبنان على خارطة العالَم
(الخميس 21 تَـمُّـوز 2005)
ما كاد ينتهي بثُّ حلقة أمس الأربعاء عَمّا أعلنه رئيس بلدية راشيا زياد شبلي العريان من تحضيرات للرحلة السنوية الرابعة إلى قمة حرمون على جبل الشيخ في 5 و6 و7 آب لِمناسبة عيد تجلي المسيح لتلامذته، حتى اتّصل مَن يبلغني أن سيادة المطران الياس الكفوري (راعي أبرشيات صور وصيدا ومرجعيون وراشيا) يشكّل “لَجنة التجلّي” ليتابع هذا الموضوع اللبناني الفريد مع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر كي يصدر عن الفاتيكان إثباتُ هذا المكان اللبناني المقدس وعلى كتفه وادي الراهب التاريْخي.
ومساء أمس أبلغني الصديق الفنان شوقي دلال (رئيس مُحترف راشيا) أنه يتواصل مع المنظمة العالَمية للملكية الفكرية والدائرة المختصة في وزارة الاقتصاد لتسجيل قمة التجلي على لائِحة الجرد العالَمي للملكية الفكرية.
وإذا “اللجنة الوطنية اللبنانية لبرنامج ذاكرة العالَم” أدرجت هذا الموضوع في روزنامتها الجديدة لدورة الأونسكو الجديدة في برنامج التراث الرقمي الجدير بأن يكون في ذاكرة العالَم، يكون لبنان مرةً أُخرى أطلّ على العالَم من عملقة إرثه الحضاري بعدما وضْعُه السياسي يقزّمه زواريبَ مَحلية كيدية ضيّقة مأساتُها أن العالَم يرانا فيها ويَحكم علينا من خلالها ويهزّ برأسه أسفاً على سياسيين ليسوا على مستوى وطنهم التاريْخي الحضاري الفريد.
بلى: السياحة الدينية في لبنان كنْزٌ ولا أكبر، ونقطةُ جذبٍ سياحيٍّ ولا أَهَمَّ لِملايين سياحٍ يَهُمُّهُم أن يَجيئوا إلى الأرض التي مشى عليها المسيح في صيدا وصور، واجترح فيها أول أُعجوبة في قانا، حتى إذا قرّر أن يختم حياته الأرضية ويعود إلى أبيه في السماء، تَجلّى لتلامذته على قمة حرمون في لبنان.
لكنّ كلَّ هذه، لتفعيلِها، تَحتاج وزير سياحةٍ ألفباءُ مواهبه… معرفَتُه تاريخَ لبنان.