الحلقة 370 – غوى صايغ: لبنانية على درب العالَمية
(الجمعة 22 تَـمُّوز 2005)
لَم تُكمل بعدُ ربيعَها السادس عشر. ومع ذلك تأْخذ منذ سنواتٍ أنفاس سامعيها يُصغون إلى أناملها على البيانو فراشاتٍ تتطاير بأنغامٍ وميلودياتٍ من الكلاسيكيين الكبار إحساساً وحذاقة أداء.
غوى صايغ، بين أعلامنا على البيانو، أثبتت منذ إطلالاتها الأُولى، موهبةً واعدةً بغدٍ غير قليل. أساتذتها في الكونسرفاتوار اللبناني يشهدون لها، وأُستاذها الحالي، الدكتور وليد مسلّم، يتحدّث عن احترافية لديها تتجاوز سنّها.
أما راعيها منذ خطواتها الأُولى، كما رعى سواها من أصحاب المواهب الأصيلة منذ خطواتهم الأُولى، رئيسُ الكونسرفاتوار اللبناني الدكتور وليد غلمية، فيقول عنها، وهو المسؤول عن رأيه الواثق المحترف، إنها تمتلك النضج الموسيقي والتقنية معاً. وهاتان صفتان قلّما تجتمعان في العزف. فرُبّ عازف يمتلك النضج دون التقنية، أو التقنية دون النضج. غوى صايغ، في رأي وليد غلمية، تمتلك الاثنين معاً، جناحَين يهيِّئانها للطيران بهما إلى العالَمية.
أمسيتها الأخيرة، الثلثاء هذا الأسبوع في مسرح بيار أبو خاطر، كانت استثنائية مرتين: أُولى لتخرُّجها قبل أيام من الكونسرفاتوار اللبناني حاملةً شهادة الليسانس في العزف على البيانو، وأُخرى لتألُّقها الرائع في عزف بارتيتة باخ الأولى، وسوناتة بيتهوفن الثالثة عشْرة، وبالاد شوبان الثالثة، وسوناتين رافيل، أخذتنا معها إلى عوالِمَ لا تأخذنا إليها إلاّ براعةُ عازفين مكرَّسين تسير غوى بسرعةٍ على خطاهم لتلحق بهم قريباً إلى العالَمية.
غوى صايغ، بنتُ الخمسة عشر ربيعاً وبضعِ باقات، تَحمل في قلبها لبنان، وعلى أهداب أناملِها موهبةً لبنانيةً ستحتل قريباً لوائح العازفين الاستثنائيي الموهبة، ليُضاف إلى سجلاّت شرف البيانو اسمُ اللبنانية غوى صايغ.
إحفظوا هذا الاسم.