الحلقة 367: عينٌ من الجمال على جَمالات الجنوب
(الثلثاء 19 تَـمُّـوز 2005)
بعد سنواتٍ مالِحةٍ من دنَس الاحتلال، تأرجح خلالها جنوبنا بين وقاحة المحتلّ وما حفره في أرضنا وشعبنا من واقعٍ واجهته أرضنا بالصمود وشعبنا بالمقاومة، ها جنوبنا، بعد تَحريره التاريخي، يُطِلُّ بوجهه المُشرق الجميل، عبر كاميرا الزميل قلماً وصورةً: كامل جابر.
“ذاكرة الجنوب: عينٌ وأَثَر” كتاب كامل جابر الذي، بالصورة الجمالية، يؤرّخ لِمشاهدَ ومعالِمَ ووجوهٍ وشهقاتٍ جميلةٍ جمال جنوبِنا اللبناني وغناه وثرواته الأثرية والسياحية بِما يذهل العين من دهشةٍ وافرة الجمال.
“ذاكرة الجنوب: عينٌ وأَثر” ليس دليلاً سياحياً أفقياً، بل شاهدٌ على جذبٍ سياحي بصفحات كتاب يروي، بنصٍّ شاعريٍّ جميل وبلقطاتٍ ذكيةٍ جميلة، فصولاً طبيعيةً من جنوبنا الغنيّ الجميل.
البعض رأى في كتاب كامل جابر مَعْلَماً لسياحة بيئية في الجنوب. والبعض الآخر رأى في الكتاب مَعْلَماً لسياحةٍ ثقافية في الجنوب. وكلاهما على حق. لكنّ الكتاب، إلى هذين المَعْلَمين، شهادةُ جمالٍ على لبنانَ الذي انتفض جنوبه من ذل الاحتلال إلى واحات الجمال، عرفت كاميرا كامل جابر كيف تُبرزُها بِحُلّتها الأبهى.
مع كامل جابر، لا نسأل “ماذا” صَوَّرت عينُه، بل “كيف” صوّرت “ماذا”. وهذا هو الفن: لا الـ”ماذا” بل الـ”كيف”، وهذا ما يُمَيّزُ كلّ فن عما دون الفن. من هنا براعة كامل جابر في تَحَيُّن هنيهة وزاوية معهما يلتقط صورةً تبدو كأنها مشهد ينبض.
كتاب كامل جابر متعةٌ للعين وهناءةٌ للقلب، وانشراحٌ لكون جنوب لبنان الجميلِ عاد إلى لبنان الجميل، فتكامل الجمال في الجنوب مع الجمال في كل لبنان، ليكون كامل جابر أعادنا بكتابه إلى شهقة جمال فريد في كل واحةٍ مباركةٍ من واحات لبنان.