366: من شجاعة بعلبك إلى جرأة زاد ملتقى

الحلقة 366: من شجاعة بعلبك إلى جُرأة زاد ملتقى
(الاثنين 18 تَـمّـوز 2005)

بعلبك. السبت أول أمس. قمر شاعريٌّ، يده على خده، متّكِئٌ على عمودٍ من هيكل باخوس، يصغي إلى شاب جريءٍ يغامر بنجاحٍ في صفحةٍ جديدةٍ من غير مألوفنا الموسيقي.
المغامرة هي باقة نصوص: “ذِكْر” باللاتينية، أربع قصائد عن الحرب بالفرنسية من عروس شعرنا ناديا تويني، تسع قصائد قصيرة بالفرنسية من غرائبيِّنا العالَمي جورج شحاده، مقطع تراثي عن الريح بالعربية، مقطع تراثي آخَر باليونانية، فـ”خمس حواس لموت واحد” بالإنكليزية من إيتل عدنان.
أما المغامر الجريء فهو زاد ملتقى، الفتى اللبنانيُّ المُكتنِزُ جديداً غرائبياً آتياً من مكانٍ مغاير غيرِ موروث، ليوصلَنا إلى ما سيصبح موروثاً عالَمياً بأنامل لبناني ورؤية لبناني وطليعية لبناني.
مغامَرةٌ شُجاعةٌ أقدمَت عليها لجنة مهرجانات بعلبك، ونجحت في الرهان والمغامرة، وهي تحتفي هذا الصيف بصيفها الخمسين على تأسيس المهرجانات سنة 1955.
ومتى علمنا أن الدولة الفرنسية هي التي رَعَت وتبنّت وأنتجت العرض العالَمي الأول لقصيدة إيتل عدنان، مكلِّفةً به زاد ملتقى لأيْمانِها بموهبة زاد الطليعية الجديدة، نفهم أن فرنسا الثقافة والإبداع مؤمنةٌ عُمقياً بِمسيرة زاد ملتقى المبدع اللبناني.
أول أمس السبت في بعلبك: شعرٌ لبناني، صوت لبناني واثق وجميل جداً من فاديا طنب الحاج، موسيقى لبنانية من زاد ملتقى.
أول أمس السبت، في بعلبك: نَجاح لبناني جديدٌ يبدأ، منذ اليوم الاثنين، رحلتَه الأوديسيَّةَ الطويلة في روزنامة جولةٍ طويلةٍ على مسارح العالَم الكبرى، حاملاً لبنانَ الإبداع، من جديد, إلى وساعة العالَمية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*