الحلقة 321: انتخابيات – الجُزء السادس – 14 آذار بين الهيبة والخيبة
(الاثنين 16 أيار 2005)
أمّا اليوم، والمشهدُ اللوائحي الانتخابي اكتملَ أو يكاد، أسمع ساحة الحرية تلتفت إلينا باستفهام استنكاري: “أهذه نتيجة التظاهرة التاريخية التي سجّلها شعب لبنان وشباب لبنان في 14 آذار؟ ألهذا المشهد نزل ربع سكان لبنان إلى قلب لبنان في عاصمة لبنان في 14 آذار؟ أَإلى هنا أراد الوصولَ مليونُ لبناني في 14 آذار سجَّلوا ظاهرةً واحدةً موحَّدَةَ موحِّدَةً وحيدةً من نوعها في لبنان وفي العالم العربي، بل هدَّدَت روعتُها توتاليتاريا العالم العربي؟ وهل معظم مؤلّفي اللوائح وطابِخي اللوائح ومركّبي اللوائح راعَوا في تركيباتهم لوائِحَهم تطلعاتِ الشعب اللبناني وأملَ أجياله بالتغيير؟ وهل تنبّه معظم “بيت بو سياسة” إلى أن عودة معظم الأسماء والوجوه والمقاعد كما كانت وكما هي وكما ستكون بعدُ لأربع سنوات مقبلة، لن تكون عودةً تقليدية بل كابوساً على نهارات الشعب اللبناني ولياليه لأَربع سنواتٍ مقبلة؟ وهل الوجوه الجديدة الضئيلة التي تطالعنا، كافيةٌ لتحريك التغيير؟ طبعاً لا بُدّ أن تعودَ إلى القيادة قياداتٌ أثبتَت جدارةَ لبنانيتِها واستقلاليةَ قرارها وجرأةَ قول الحقيقة كما هي والصرخةِ كما هي باسم الشعب ومن أجل لبنانية القرار اللبناني، ولكنّ هذا لا ينسحب على قياداتٍ أخرى يشهدُ الشعب اللبناني على استسلامها واستزلامها وولاءاتها لغير تراب لبنان وشعب لبنان وقرار لبنان اللبناني”.
هذه، وسواها من الأسئلة الموجعة، تطرحها اليوم ساحة الحرية التي في 14 آذار زلزلت لبنان ولفتت العالم إلى يقظة لبنان اللبناني، وها هي اليوم تتساءل عن المفترق الخطر الحاصل بين الإثارة واليقظة. شعب لبنان في 14 آذار عرف اليقظة، فلماذا يعيدونه اليوم إلى الإثارة؟ شعب لبنان في 14 آذار عرف الهيبة في القرار اللبناني، فلماذا ينقلونه من الهيبة إلى الخيبة؟ شعب لبنان في 14 آذار عرف انفتاح الأفق على القرار اللبناني فلماذا يعيدونه إلى زواريب القرارات الطائفية والمذهبية والمحادلية والبوسطاتية واللوائحية ويقولون له: “هذه لوائحك، فأنزلها في صندوقة الاقتراع”؟
ما جواب شعب لبنان؟ وكيف يَجب أن يكونَ جوابُ شعب لبنان نهار الانتخاب؟ نلتقي غداً، ونكمل السلسلة، فإلى حلقة الغد.