الْحلقة 197: الدكتور أنطوان القسّيس: نَجاحٌ لبناني عالَمي جديد
(الثلثاء 16 تشرين الثاني 2004)
طالعتْنا الصحف قبل يومين بنبإٍ مشرِّفٍ للبنانَ على الصعيد العالَمي: انتخابُ الباحث اللبناني الدكتور أنطوان القسيس – بالإجْماع – عضواً أجنبياً في مركز الدراسات الساميّة القديمة (التابع لمركز البحوث العلمية الفرنسية في معهد الدراسات الساميّة لدى الكوليج دو فرانس في باريس) مسجِّلاً بذلك كونَه أولَ لبناني يتبَوَّأُ هذا المنصب الأكاديْميَّ الْمُشَرِّف، زميلاً لبنانياً لعلماء وباحثين من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وتونس ودول أوروبا الشرقية السابقة، متخصصين بدراسة الأُصول التاريخية واللغات الساميّة لمجمل حضارات الشرق القديم.
وأمْس بلَغَنا تعيينُ الدكتور القسيس رئيس قسم الآثار لشؤون دبلوم الدراسات العليا والدكتوراه في المعهد الْمنويّ إنشاؤُه على مستوى دراسات الدبلوم والدكتوراه في الْجامعة اللبنانية.
الدكتور أنطوان القسيس، طويلةٌ لائِحة الشرف الأكاديمي التي يتصدَّرُها. فهو أستاذ التاريخ القديم واللغات الساميّة في كليّة الآداب – الجامعة اللبنانية، وهو حائز (عام 1990) على دكتوراه فئة أُولى من السوربون بدرجة “مُشَرّف جداً” مع تهنئة اللجنة التحكيمية على أطروحته بالفرنسية عن “الديانة الفينيقية في صُور”. وله كتاب (صادر عام 1995 في إيطاليا ولبنان) عن اتّحاد جامعات حوض البحر الأبيض الْمتوسّط بعنوان “مقاربات في الثقافات الْمتوسطية القديمة”. وله مشاركة علميّة عن النقوش الفينيقية التي ظهرت في صور وأُمّ العُمُد، صدرت في كتاب عن الفينيقيين نشره متحف اللوفر وصدر عن اتّحاد متاحف فرنسا. وله مشاركة في كتاب صدر عن “الكوليج دو فرانس” حول التراث السرياني في العالم وموقع لبنان من هذا التراث. وله مشاركةٌ في المؤتمر العالمي للدراسات الفينيقية المنعقد في تونس عام 1991، وله مشاركةٌ في مؤتمر حول لبنان انعقد في جنوى عام 1996.
وله أيضاً مُحاضراتٌ وندواتٌ ومداخلاتٌ كثيرة في لبنان على منابر أكاديمية وثقافية عليا.
قلنا تطول اللائحة، وسنبقى نقول إن الدكتور أنطوان القسيس وأمثالَه من طاقاتنا الأكاديمية والثقافية، هي هي الثروة التي نعوّل عليها لبناء مستقبلٍ لبنانيٍّ بعيدٍ عن تعيينات وتوظيفات وتوزيرات تَحكم بعضَها الْمحسوبيةُ والزبائنية، وتَحْكُمُ بعضَها الآخرَ اعتباراتٌ طائفيةٌ ومذهبية وسياسية ومناطقيةٌ ومزرعجية هي التي تُوْدِي بلبنان الى قعر الهاوية.