الْحلقة 198: حِرْفَةُ النَّوْل بين أوبوسون وزوق مكايل
(الأربعاء 17 تشرين الثاني 2004)
تواصل بلدية زوق مكايل تعزيزَها تأْهيلَ الْمجتمع الأهليّ بكل فرصة مدنيةٍ تتاح لها، أو يسعى إليها رئيسها الْمحامي نهاد نوفل بتطلعاته الْحضارية التي جعلت زوق مكايل، بنيلها جائزة الأونسكو، بلدة على الْخارطة العالَمية.
أحدثُ إنشاءات بلدية زوق مكايل: دورةٌ تدريببية استدعت إليها، تنسيقاً مع الْمكتب الإقليمي للأونسكو، خبيراً من بلدة أوبوسون الفرنسية الشهيرة بالْحياكة الجدرانية، لتدريب حِرفيّي زوق مكايل على تطوير حرفتهم من أجل الْحفاظ على استمرارها عمليةً مُجدية رابِحة وانتقالها الى الْجيل الْجديد فلا ينفر منها الأبناء تَجنُّباً بؤسَ آبائهم منها.
وكان مفرحاً في نهاية الدورة، حين سلّم مندوب الأونسكو سبعَ عشْرةَ شهادةً لسبعةَ عشرَ حِرَفياً من زوق مكايل، أن يصرّح الْخبير الفرنسي برنار بيتي أنْ لو كان يعرف مسْبَقاً براعةَ حرفيِّي زوق مكايل لَما كان ضرورياً مَجيئُه الى تلك الدورة.
ذلك أنّه رأى في زوق مكايل حياكةً نولية لوجوهِ رؤساءَ وملوك، وعباياتٍ ومناظرَ وأقمشةِ مفروشاتٍ فنية وجدرانياتٍ أنيقة الْمهارة، ما أذهله فعلاً، فلم يِجِدْ ما يقدّمه إلاّ بعض إرشاداتٍ تسويقية توسّع سوق شغل النول من الزوق الى أقاصي العالَم، أُسوةً بِما تبلغه جدرانيات أوبوسون من اتساع تسويقي التزم له الفنان بيتي أن يوكل الى حرفيي الزوق تنفيذ أعمالٍ أوبوسونية لتسويقها دولياً.
ودخلت على الْخط وزارة الشؤون الاجتماعية بِحضور مديرتها العامة نعمت كنعان التي، بِحدْسها الْمهني والاحترافي العالي، أمّنت اتفاقاً أولياً مع بلدية زوق مكايل ينشّط هذه الْحرفة الزوقية وتالياً ينشّط التراث اللبناني العريق.
وبدخول جامعة “ألبا” على الْخط هي الأُخرى (وهي الْمتوأمة مع بلدية زوق مكايل) بتقديمها تصاميمَ فنيةً لِحرفيي زوق مكايل وتدريس السجاديات في برنامجها الأكاديْمي، توَّجَت بلدية زوق مكايل دورتَها الْحرفية الأخيرة، فاتِحة لـ”بيت الْحرفي” لديها آفاقاً جديدةً تزيدُ من فرص العمل لأبناء البلدة، وتطوِّرُ حِرفةَ النول فتعود الى مَجدها الغابر، ويعود حرير الزوق ونول الزوق وشغل الزوق حلمَ كل عروس بِجهازٍ مغاير، وحلْمَ كل عاشقٍ أن يُهدي حبيبته عباية جميلةً من شغل… زوق مكايل.