الحلقة 193: زالت المطبات وزادت الْحُفُرات
(الأربعاء 10 تشرين الثاني 2004)
شُكراً للجهات المسؤولة التي بادرت، في الآونة الأخيرة، الى الأمر بإزالة الْمطبّات التي كانت موزّعة في الْمدينة قلباً وضواحي وامتدادات، وإزالة بعض الْمسامير الضخمة التي كانت، كالْمطبات، تسبب الصدمات لأسفل السيارة وتستوجب الشتائم من السائقين فيستمطرون اللعنات على الْمسؤولين.
ولكن الذي حصل، لم يُنقذ المواطنين من استمطار اللعنات. فمعظم الْمطبّات التي أزيلت، بقيَت مكانَها حُفَرٌ في عَرض الطريق هي أدهى وأقسى من الْمطبات في أذيّة السيارة. وبدل أن تصطدم ذقن السيارة بالْمطَب، صارت إطاراتُها تنهار في ساقية قاسية الْحدود.
لم نَعُد نفهم. لم نعُد ندري. لم نعُد نستطيع أن نفسِّر أو نعلّل ما يَجري. ما الذي كان يَمنع أن يُزالَ الْمَطَبُّ وتُزفَّت الطريقُ مكانه فوراً حتى يظلَّ الْمكان سوياً فلا يؤذي السيارة، حتى إذا تقدَّمت هذه من فحص الْميكانيك لا تسقط في الامتحان.
نفهم ألاّ تعمدَ الدولة الى شق طرقات جديدة لأسباب موازناتية معروفة. ولكنْ، على الأقلّ، فلْتُبادرْ الى صيانة الطرقات تزفيتاً وترقيعاً، ولترفع عن طرقاتنا الشعور بجل البطاطا السائب بِحُفَره وتشققاته وأقنيته الْمفتوحة وحفافيه القاتلة وأفخاخٍ مفاجئةٍ فيه تصبح قاتلة في حالات الليل والْمطر.
طرقاتنا مرآة بلادنا. ففيما نعود من الْخارج مدهوشين أمام نظافة زفت الطرقات في حيثما نكون، يخرج السياح والزوار من عندنا حاملين معهم انطباعاً سيئاً عن معظم طرقاتنا التي ليست فقط تَخلو من إشارات السير ورجال شرطة السير والإنارة ليلاً، بل تَخلو من أبسط ضمانات السلامة وأولُ هذه الضمانات أن تكون الطريقُ طريقاً لا جلّ بطاطا.