الحلقة 141: سياحة داخلية من لبنان إلى لبنان
(الاثنين 30 آب 2004)
حلقة يوم الجمعة الماضي حول معرِض “إكتشف لبنان” (عند قاعدة ساعة ساحة النجمة)، أثار اهتمام المستمعين فاتصلوا يستفسرون عن هذا المعرض المُستَمِرّ حتى الرابع والعشرين من أيلول.
غير أنّ هذا لا يكفي. فطالَما المعرِض قابلٌ للانتقال، وطالَما شركة “بارافيزون”، منظِّمةُ المعرِض، أعلَنت بلسان رئيسها ميشال صفير استعدادها لنقل هذا المعرِض إلى حيثما يُطْلَب منه في أية بلدةٍ أو بلدية، فالمطلوب اليوم التَحَرُّكُ صوب نقل هذا المعرِض إلى أوسعِ مساحةٍ مواطنيةٍ وطالبيةٍ من لبنان، حتى يتسنّى للعدد الأكبر من اللبنانيين أن يطّلعوا على ما أنتجته كاميرا مارون أسمر لِمناظرَ ومشاهدَ من لبنان، تسْهِمُ في إنْماء سياحة داخلية، إنْ لم يتوفر للجميع أن يزاولوها بانتقالهم من منطقة إلى أُخرى في لبنان، فليكتشفوا لبنان افتراضياً، على الأقل (كما في أيِّ معرِضٍ آخَرَ افتراضيّ) عبر صُوَر رائعة تُحبِّبُهم بلبنان الطبيعة والجمال، فتُنسيهم وُحُولَ لبنان السياسة والتجاذبات والواقع السياسي والاستراتيجي.
ومن يبادِر؟ رؤساء المدارس: فلْيستجلبوا هذا المعرِض إلى مدارسهم، ولْيُقيموا حوله ندواتٍ يديرُها أساتذةٌ وخبراء يشرحون للتلامذة لبنانهم الجميل كي يُحبُّوه.
ومن يبادر؟ رؤساء البلديات: فلْيستجلبوا هذا المعرِض إلى صالات البلدية ويدْعوا المواطنين إلى مشاهدته والاطّلاع على مناطقَ أخرى وبلداتٍ أخرى ومدنٍ أخرى وواحاتٍ أخرى من لبنان.
ومن يبادر؟ وزارات التربية والثقافة والسياحة، متضامنةً أو منفردةً، فتشجّع السياحة الثقافية الداخلية ويعتاد المواطنون على التعرُّف إلى لبنان الآخر خارج البقعة الضيّقة التي يعيشون فيها، فيشعرون بأن لبنانَ حقاً وفعلاً وميدانياً بلدٌ جميلٌ ورائع.
هكذا يبدأ المواطن يُحِبُّ وطنه، بعيداً عن نشرات أخبار وعناوين صحف ليس فيها سوى ما يشجِّعُ شبابَنا لا على السياحة الداخلية، بل على أول سيارةٍ داخليةٍ تُقِلُّهم الى… أقرب سِفارة.