الحلقة 140: أخيراً… لبنان الحقيقي في ساحة النجمة
(الجمعة 27 آب 2004)
كم يغتبط القلب وينشرح الضمير لرؤية رهط كثيفٍ من الصبايا والشباب، حول ساعة ساحة النجمة، يدورون حول صور بانورامية كبيرة تَحوط قاعدة الساعة، وتزخر بها أدراج كنيسة القديس جاورجيوس وباحتُها، وهي مناظر عن لبنان من أجملِ ما يعطى بلَدٌ أن يكتنِز مشاهد طبيعيةً تغوى وتغوي الزائر والسائح وحتى الْمواطنَ باكتشافها الْميداني.
“إكتشِف لبنان”، عنوان الْمعرض، تنظّمه شركة “بارافيزيون” وتُبقي على الصور حتى الرابع والعشرين من أيلول، كي يتسنّى لأكبر عدد من الزوار والسياح أن يطّلعوا، ولو بالصورة أولاً، على مناظرَ لبنانيةٍ بين أجملِ ما يَمنح اللهُ وطناً في الدنيا.
وتعمّدَت “بارافيزيون” أن تلتقط أجمل الْمواقع في لبنان ليكتشفَها حتى الذين يعرفونها فيقصُدوها، ويتعرّفَ عليها من لا يعرفونها فيقصدوها كذلك.
إنها ثروات لبنانية طبيعية في بلادنا، نَمرُّ بها فلا ننتبه إليها، أو نطالِعُها في الصوَر فلا تندهنا. وها هي، من معرض “بارافيزيون” في ساحة النجمة، تستفزُّنا كي نزورَها بشغف الاكتشاف، لِما الصوَرُ عليه من دقّة وروعة تصوير تذكّر بقول البحتري: “يغتلي فيهم ارتيابي حتى تتقراهُمُ بلمسِ”.
وعن رئيس “بارافيزيون” ميشال صفير استعدادُه لنقل هذا الْمعرض الرائع الى الْمدن والقرى اللبنانية بدعوةٍ من أية بلدةٍ أو بلدية أو سفارة، إضافةً الى مشروعه الآخر: بطاقاتٌ بريديةٌ رقميةٌ عن لبنان، مجموعةٌ في قرص مدمج يَحوي معلوماتٍ سياحيةً عن كل مدينة وبلدة لبنانية.
هكذا، من رؤية ميشال صفير وكاميرا مارون أسمر، تَهيَّأَ لنا معرضٌ رائعٌ عن لبنان السياحة الثقافية، ندعو إليه، قبل السياح والزوار، مدراء الْمدارس ورؤساء البلديات، وجميع تلامذة لبنان وطلاب لبنان، كي يقوموا بسياحةٍ داخليةٍ فيكتشفوا وطنهم ويُحبوه على أنَّ هذا لبنانُ الْحقيقي، لبنانُ التاريخ والْجمال، وليس لبنانَ الذي أخذوا يَمُجُّونه بسبب بعض الذين يصلون بسياراتٍ ذاتِ لوحاتٍ زرقاء، ويرتقون ذاك الدرج القصير، قبالة معرض الصُّوَر في ساحة النجمة، من دون أن يلتفتوا حتى الى الصور التي فيه.