الحلقة 131: عالَمية جديدة للبنان من كفرقطرة
(الاثنين 16 آب 2004)
بعد الضوء اللبناني الْجديد على العالَمية من رأس الْمتن، الأسبوع الْماضي، لِمناسبة فوزها بِجائزة “مدينة السلام للعالم العربي” من منظمة الأونسكو، هي ذي بلدةٌ أخرى من جبل لبنان، من قلب الشوف الأصيل، تَحمل ضوءاً لبنانياً جديداً الى العالَمية عبر موسوعة غينيس للأرقام القياسية. إنها كفرقطرة، التي نَجَحتْ في كسر الرقم القياسي لأطول سندويش في العالَم. فبعدما كان الرقم القياسي السابق 347 متراً وأضمر أبناء كفرقطرة أن يَجعلوا سندويشهم 400 متر، فوجئوا، قبل خمسة أيام فقط، برقم إيطالي جديد بلغ 700 متر، فعملوا خمسة أيام بنهاراتها ولياليها حتى زادوه الى 722 متراً وفازوا بالرقم القياسي مستخدمين لذلك 3500 رغيف مرقوق، 140 كلغ لبنة، 21 الف حبة زيتون، 280 كلغ بندورة، 280 كلغ خيار، 500 باقة نعناع، في شهرين من التحضير تَجنّد له 180 شخصاً، ثم مدَّه على طريق البلدة نهار الْجمعة الْماضي 713 شخصاً مستخدمين 523 طاولة و715 شرشفاً، تَحت أنظار مندوبين من موسوعة غينيس للتأكد من صحة الأرقام والمعلومات.
الْخبر، في ذاته، طريف. وموسوعة غينيس تتّسع لكل طريفٍ ونادر، وتَحمل الى ملايين قرائِها في العالَم أرقاماً ومعلومات. وإذا كان الْملايين في العالَم لن يعرفوا موقع كفرقطرة في قلب الشوف اللبناني، سيذكرون حتماً أنّها بلدةٌ من لبنان، فلا يغيبُ لبنانُ عن موسوعة غينيس، أياً كان الْحدَث: أطول سندويش في العالَم (كما حصل قبل يومين) أو أصغر كاتب في العالَم (كما حصل منذ ثلاث سنوات مع الشاب اللبناني النابغة راندي نَحلة).
بلى. إنّها علامةٌ عالَميةٌ للبنانَ جديدةٌ مُمتازة، للدلالة على رسالته الرائدة، على دوره الفريد، على كونه فعلاً بلدَ الْجودة لا بلدَ الكثرة، بلدَ النوعية لا بلدَ الكمية، بلدَ الْمواهب لا بلدَ الْمذاهب.
و… لَطَفَ اللهُ أنّ موسوعة غينيس لا تنشر الأرقام السلبية السّيئة، وإلاّ لكانَ لبنان فاز أيضاً في موسوعة غينيس العالَمية عن أعلى نسبةٍ من… الفساد السياسي.