الحلقة 130: راس الْمتن، هدية لبنانية عالَمية باسم العالَم العربي
(الجمعة 13 آب 2004)
مرةً ثانية، في أقلَّ من شهر، جائزة عالَمية جديدة للبنان، من الْمنظمة العالَمية للأونسكو.
ومرةً ثانية، تكون الْجائزةُ من نصيب رأس الْمتن، البلدةِ اللبنانيةِ الْمستلقيةِ بِجمالٍ أخضرَ على كتف وادي لامرتين.
فبعد فوز الأديبة اللبنانية ناديا الْجردي نويهض، من رأس الْمتن، بِجائزة سيمون بوليفر العالَمية، وصلت الى السيدة سلوى السنيورة بعاصيري (الأمينة العامة للّجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو)، رسالةٌ من كاترينا ستينو (الأمينة التنفيذية للأونسكو) تفيدُ أن بلدة راس الْمتن فازت بالْجائزة الأولى عن العالم العربي للسنتين 2002-2003 في مسابقة “مدن السلام” التي تمنحها الأونسكو كل سنتين لِخمس مناطق في الكرة الأرضية، هي: أفريقيا، آسيا، أوروبا، أميركا اللاتينية، والعالَم العربي. وفازت راس الْمتن عن العالَم العربي، فيما ذهبت جائزة التنويه الى أسوان في مصر. وكانت زوق مكايل نالت الْجائزة نفسها عن العالم العربي للسنتين 1998-1999.
وعن بيان الْجائزة، أن راس الْمتن فازت بها لتحقيقها أربعةَ عوامل: الأول إتمام الْمصالَحة بين أهالي مجتمعها الْمدني وتأمين عودة الْمهجّرين الى البلدة، الثاني سمبوزيوم “أيام راس الْمتن للرسم والنحت” الذي تنظمه منذ أربع سنوات “جمعية سيّدات راس الْمتن” وأسّس في البلدة والْمنطقة دورة ثقافية واقتصادية واجتماعية بنّاءة، الثالث الْمركز الصحي في “جمعية سيّدات رأْس الْمتن” وما يقدّمه من خدمات صحية وإنسانية، والرابع نشاط تشجير البلدة والْجوار والنشاط الْمماثل في حقل السياحة البيئية وهو ما أعاد راس الْمتن الى ما كانت عليه: لؤلؤة خضراء على صدر منطقة الْمتن الأعلى.
فالتهنئة لبلدية رأس الْمتن على ما أنْجزت، ولِجمعية سيّدات رأس الْمتن على ما حقَّقت.
والتهنئة أوّلاً وأخيراً للّجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو التي أثبتت، بترشيحَيْها الأخيرَيْن وفوزِهِما معاً في شهر واحد بِجائزتين عالَميّتين يشرّفان لبنان، ما يدُلّ على أن اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو هي حقاً وفعلاً وميدانياً خليّةُ عملٍ ناشطةٌ بصمتٍ كثيرٍ ولكنْ بِجنى كثير، وهو هذا ما يلزمنا اليوم في لبنان، وما ترمي إليه، في تنشيط الْمجتمع الأهلي الْمدني، منظمة الأونسكو منذ إنشائها في باريس.