الْحلقة 72 : عيد التحرير… من كل لبنان
(الثلثاء 25 أيار 2004 )
ليس كافياً أن ينهض التلامذة اليوم على يوم عطلة، وأن يعي بعضهم أنّه يوم التحرير.
الْمطلوب أكثر من الشرح. الْمطلوب زيارات ميدانيةٌ الى الأماكن التي صنعت تاريْخ لبنان أو انبنى فيها تاريْخُ لبنان.
فكم مدرسةً في لبنان أخذت تلامذتها الى قلعة راشيا، وشرحت لهم ميدانياً ماذا جرى في هذه القلعة غرفةً غرفة؟ وكم مدرسةً أخذت تلامذتها الى قلعة عنجر، أو قلعة طرابلس، أو مغارة جزين، أو بيت الدين، أو أيّ مَعْلَمٍ جرت فيه حادثةٌ تاريْخيةٌ ذاتُ علاقةٍ بصنع تاريْخ لبنان؟
واستطراداً: كم مدرسةً في لبنان أخذت تلامذتَها الى معتقل الْخيام وشرحت لهم ماذا فعل البرابرة اليهود بشباب لبنان، فينشحنُ تلامذتنا غضباً على عدوٍ لهم تاريْخي ينتظر كل فرصة لينقَضَّ على الوطن؟
بلى: على تلامذة الْمدارس في لبنان، في كل لبنان، أن ينشحنوا غضباً على من يَجب أن يعرفوا أنه عدوٌّ وطنهم وأرضهم وشعبهم وتاريْخهم حتى يكبروا ويكبر معهم هذا الغضب فينقلوه الى الأجيال بعدهم.
عيد التحرير اليوم، لا يكفي أن تعطّل له الْمدارس، بل أن يعي تلامذة الْمدارس لِماذا اليوم عطلةٌ، وما معنى أن يكون يوم التحرير.
إن شعباً لا ينشئ أولاده على معرفة عدوّهم، يرشِّح أولاده ليكونوا غداً فريسة لهذا العدُوّ.
ولا نظن تلامذة إسرائيل اليوم يكبرون على العلوم والرياضيات والآداب فقط، ولا ينشحنون بما يلقّنهم آباؤُهم ومعلموهم في الْمدارس من مفاهيم يهودية ومبادئ صهيونية وتنشئةٍ عدوانية على مُحيطهم.
هكذا تلامذة لبنان من كل لبنان: فليتحوّل عيد التحرير لديهم درساً ميدانياً يزورون له أماكن كان يدنِّسها العدو فتَحرَّرت وعادت الى أرضنا الْمقدسة، فاستحقَّت أن ننحني ونبوس ترابَها فيكتمل احتفالُنا عندئذٍ – فعلياً وميدانياً – بـ”يوم التحرير”.