الحلقة 59 : متى مُنظـِّمو الحفلات يَحترمون توقيتهم؟
(الخميس 6 أيار 2004)
تأتي بطاقة الدعوة: مُحاضرة، ندوة، لقاء، طاولة مستديرة، مؤتَمر، حلقة دراسية، احتفال، مهرجان، أمسية شعرية أو موسيقية أو أدبية أو ثقافية، …
وفي البطاقة أنَّ الاحتفال في السابعة تَماماً. الْمحترمون أنفسهم يرتّبون وقتهم قبلُ وبعد، ويَحضرون قبيل السابعة، يتّخذون أماكنهم وينتظرون. تَحِلُّ الساعة السابعة، القاعة ربع مُمتلئة، والصف الأمامي فارغ. السابعة وعشر دقائق، القاعة نصف مُمتلئة والصف الأمامي شبهُ مُمتلئ. السابعة والدقيقة العشرون، لا القاعة امتلأت ولا ركاب الصف الأمامي اكتملوا، ومنظِّمو الاحتفال يروحون ويَجيئون ولا يبدأون.
يتململ الناس. يسألون. يأتي الْجواب بكل سذاجة وبلاهة وبلادة، أنّ الْمنظّمين ينتظرون فلاناً من السياسيين، أو فلاناً من وجهاء القوم، أو صاحب الرعاية، أو مُمثلَ صاحب الرعاية، أو تبلغ الوقاحة بِجواب أصحاب الدعوة أنهم ينتظرون كي تَمتلئ القاعة أكثر.
ما أغرب هذا الْمنطق لدى منظّمي الاحتفالات: يَحترمون الْمتأخرين والذين لم يصلوا بعد، ولا يَحترمون الذين وصلوا قبيل الوقت أو على الوقت، وجالسون في مقاعدهم ينتظرون.
هذا الأمر بعد اليوم، يَجب أن يتوقّف.
الْجمهور فليحترم التوقيت على بطاقة الدعوة، ولْيحضَر على الوقت.
وأصحابُ الدعوة فليحترموا توقيتهم على البطاقة، والواصلين على وقت البطاقة، ولْيَبْدأوا على الوقت تَماماً وسيرون كيف تدريْجياً يعاد الناس بالْمجيء على الوقت. هكذا فعلت لَجنة “الأوديسيه” وسار توقيتها مثلاً، وهكذا يفعل وليد غلمية في الأمسيات الْموسيقية وسار توقيته مثلاً، وكذا يَجب أن يصبح الأمر في كل احتفال، ولتتوقّف هذه الْهرقة عند الْجمهور باستباحة وقت الدعوة، وعند أصحاب الدعوة باستباحة وقت الْجمهور الذي بعد اليوم يَجب أن يغادر القاعة بعد ثلاث دقائق، لا أكثر، من تأخر أصحاب الدعوة بالبدء على الوقت الْمحدد في بطاقة الدعوة.