167: التعليم عن بُعد: جامعة المستقبل

الجمعة 22 أيلول 2000
-167-
بعدما تفاقمت الأزمة المعيشية حتى بدأت تنهش الموسم المدرسي بدليل تحو الأهالي من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية التي “تختنق” بحشود لم تعد تستوعبها (المانشيت الرئيسية الأولى في “نهار” أول أمس الثلثاء).
وبعدما أخذت الجامعة اللبنانية تكتظ بأعداد فوق طاقتها واحتمالات استيعابها، بسبب تحول الطلاب إليها عن الجامعات الخاصة التي لم تعد أقساطها في متناول عدد كبير من الطلاب وأولياء الطلاب.
وبعدما بات رسمياً وقريب المنال والتحقيق موضوع “الجامعة العربية المفتوحة” الذي جاء الأمير طلال بن عبد العزيز لطرحه هذا الأسبوع على مؤتمر وزراء التعليم العالي المنعقد حالياً في بيروت (“نهار” أمس الأربعاء).
وبعدما بات الإنترنت في عدد كبير من بيوت اللبنانيين، ومن ليس عنده جهاز في بيته (أو مكتبه) يسهل عليه أن يدلف إلى أي مركز عام أو “مقهى” إنترنت في جواره،
أصبح موضوع “التعليم عن بعد” (على شاشة الكومبيوتر مباشرة من الإرنترنت) مطروحاً بسهولة وقوة معاً، نظراً للوضع الاقتصادي الذي (خاصة عندنا، وفي هذه الأيام) أخذ يضغط على مئات الطلاب الذين لا يحتملون الأقساط الحارقة في الجامعات الخاصة، أو الذين لم تعد تستوعبهم (أو تستوعب اختصاصاتهم) الجامعة اللبنانية، أو الذين تحول ظروف عملهك دون المجيء إلى مقر الجامعة لحضور صفوفها أو لا يناسب وقتهم وقت الحصص التي تعنيهم (لضرورات العمل أو لطول المسافة بين مقر عملهم أو سكنهم ومقر الجامعة).
“التعليم عن بعد” … ربما كان القول به قبل سنوات ضرباً من الغرابة التي لا يستوعبها (أو لا يريد الخوض بها) معنيون باتوا اليوم هم أكثر من سواهم يأنسون إلى الاستزادة منه كي يفهموه أكثر، لأنه يتناسب ووضع كل مواطن، كل موظف، كل عامل، كل راغب في العلم، كل مَن لا يريد أن يقف عمره أو عمله أو ظروف حياته اليومية دون الاستزادة من العلم والمعرفة والتحصيل، أو نيل شهادة علمية شرعية.
اليوم بات “التعلم عن بعد” متوافراً في لبنان بعدما دخله مؤخراً فرع خاص بلبنان من جامعة بارينغتون، جاء لإطلاقه الدكتور محمود عزمي حسن نائب رئيسها (في مؤتمر صحافي خاص، السادسة مساء هذا الأحد 24 الجاري في بيروت هول، مع مفاجأة كبرى لبنان تعلنها الجامعة مساء الأحد)، وهو سيوفر على الطلاب الكثير من المعانيات: وقتاً ومالاً وظروفاً مؤاتية تناسب كل طالب مهما كنت ظروفه وإيان كان سكنه أو عمله.
هذه الجامعة الكبرى (عن بعد) بمجيئها هي إلى غرفة الطالب أنى كان، والتي بات لها فروع في 43 دولة من كل أنحاء العالم، والتي تتوزع مكاتبها بين الولايات الماحدة (آلاباما، فلوريدا، نيوجرزي، نويورك وكندا واليابان، والمعترف بها من الجمعية الدولية للجامعات والمعاهد (سويسرا)، ومن وزارة التعليم في واشنطن، وبات طلابها بالآلاف في العالم وفي عدة لغات عالمية (بينها العرية)، هي فرصة عظيمة أمام طلاب لبنان وأبناء لبنان لدخولهم إلى قلب العصر عبر شاشة الإنترنت التي هي هي عنوان هذا العصر، ووابة المستقبل من قلب البيت.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*