151: براعمنا ذات الغد الواعد

الخميس 8 حزيران 2000
– 151 –
أمس الأربعاء، سلّم شاعر لبنان سعيد عقل جائزته لهذا الأسبوع إلى الفتى جورج الفغالي، تلميذ الليسيه الفرنسية اللبنانية الكبرى، ابن الخمس عشرة الذي حلّ ثانياً في الجائزة العالمية التي ترصدها باريس سنوياً للكتاب الفرونكوفونيين الشباب، فيما حلّ الأول طالب بولوني (24 سنة).
وأول أمس الثلاثاء، سلّمت لجنة حقوق المرأة اللبنانية جائزتها السنوية إلى الفتاة مريم خويري، تلميذة راهبات الوردية (بلاط- جبيل)، ابنة الست عشرة التي فازت بمسابقة اللجنة حول موضوع “بيروت 1999 عاصمة ثقافية للعالم العربي” (“أزرار- الرقم 149- “نهار” 25 أيار 2000)، وفازت ثانية وثالثة بفارق بسيط جداً سوسن البداح (ثانوية عمر فروخ) ومروى حمود (ثانوية الروضة- بيروت).
والأسبوع الماضي، طالعنا “نهار الشباب” (عدده 371) بتحقيق عن الشاب نديم عازار، ابن السبع عشرة الذي وضع كلمات ولحناً لنشيدين روحانيين يؤديهما أولاد جوقة كنيسة البشارة- الأشرفية، وينهد إلى وضع أكثر.
وقبل أيام، سلّم ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الجائزتن اللتين استحقهما التلميذان عمر بلال قموع (مدرسة البسطة الرسمية الأولى للصبيان) ومروى أرناؤوط (تكميلية طرابلس الأولى الرسمية للبنات) على اتراكهما في مسابقة الرسم التي أطلقا المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية (الاسكندرية) لمناسبة يوم الصحة العالمية.
وقبل أسابيع أصدر الفتى اللبناني النابغ راندي نحلة (14 سنة) روايته الثانية (بالإنكليزية)، والتي أضيفت (بعد روايته الأولى) إلى ملف ترشيحه لموسوعة “غينيس” كـ”أصغر مؤلّف في العالم أصدر كتاباً” (“كومباكت”- “نهار الشباب”- 25 نيسان 2000).
ويطول السرد، ولا ينتهي تعداد أسماء براعم جديدة عندنا تبشّر بمستقبل ثقافي مشرق في لبنان، بينهم من الصفوف الأخيرة في المرحلة التكميلية المتوسطة، والباقون من المرحلة الثانيوة (البكالوريا)، مما يجعلنا نثق بجيلنا الجديد الذي نرصد له وعليه ومنه لبنان الآتي.
جميع هؤلاء تفتّحوا على الوعي (المدرسي والمجتمعي) بعد انتهاء الحرب في لبنان. ففي مطلع التسعينات، كان هؤلاء يتبرعمون في سنواتهم المدرسية الأولى، حتّى إذا بلغوا اليوم منتصف العقد الثاني من عمرهم الفتي، وعوا على لبنان نقي من رواسب الحرب، منفتح هو الآخر على اقتبال الهواء الجديد والشمس الجديدة والمواهب الجديدة، لبنان المواهب لا المذاهب، لبنان الخصيب الفرص المتاحة لا التجاوزات المباحة، لبنان الحياة لا لبنان السقوط والموات.
هؤلاء الجدد روحاً وقلباً وقالباً، فلنهيّئ لهم لبنان نظيفاً من نفايات البيئة والسياسة والبنى الفوقية والتحتية، حتّى إذا وصلوا إلى سنّ تسلّم المسؤوليات، نكون أوصلناهم إلى وطن معافى يكملون به ومنه وفيه، ولا يضطرون أن يلعنوا الساعة التي بلغوا فيها سنّ المسؤولية.
وإلاّ فلا معنى لكل تخطيط وتربية وثقافة و… تحرير.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*