114: ميلوديا لبنانية أطربت مصر

الخميس 2 أيلول 1999
– 114 –
في فترة لم تتجاوز ثمانية أشهر، حققت الفرقة اللبنانية “فور كاتس” (القطط الأربع) ست رحلات إلى مصر: القاهرة (مسرح هيليوبوليس)، القاهرة مجدداً (افتتاح “غاردينيا بارك”)، شرم الشيخ (منتجع “موفمبيك”)، الساحل الشمالي (افتتاح منتجع “ساندوريني”)، الاسكندرية (منتجع “بارادايز”)، المدرجالروماني (مارينا العلمين). والشاهد في الأماكن أنها مسارح فحسب، يعني أنها ليست مطاعم، ولا مقاهي، ولا فناديق، ولا حفلات تطهير وزواج وأعياد وأعراس (كما الحال لدى معظم المغنين اللبنانيين الذين يتوسلون مصر مكان ارتزاق و… مساومة على نتاجهم).
والشاهد أيضاً، أن هذه الفرقة اللبنانية لم تساوم على نتاجها، وتحمل في جعبتها أغنيات لبنانبة فقط، تجول بها على المسارح الارقية (عمّان، لندن، دبي، إضافة إلى ست حفلات في مصر).
هذا يعني (عطفاً على “أزرار” 113- “نهار” الخميس الماضي) أن الأغنية اللبنانية هي بألف خير، وليس مؤدوها في حاجة إلى توسل الأغنية المصرية أو الخليجية كي يدخلوا العالم العربي أو كي يكسبوا كاميرات التلفزيونات العربية.
فهذه الفرقة تقدم أغنيات قديمة من الياس الرحباني، أعاد توزيعها عصرياً غسان الرحباني، بعد مرور أعوام على صدورها واشتهارها بأصوات مكرسة: “حنا السكران” و”كان عنا طاحون” (فيروز)، “يا بو مرعي” (وديع الصافي وهدى)، “10-11-12” (ملحم بركات)، “نطّرني” و”يا ماسيني” (جورجيت صايغ)، “أربع مجانين وبس” (كورس)، “عمي بو مسعود” (أطفال)، وسواها.
وأن يتجاوب الجمهور المصري (وهو العريق في تراثه الغنائي) مع الأغنية اللبنانية حتى يطالب هذه الفرقة ست مرات في ثمانية أشهر (وكل حفلة من خمسة آلاف مشاهد حداً أدنى)، لا يعني أنه معجب بالقالب فقط (صبايا أربع جميلات الوجه مشيقات القوام)، بل بالقلب أيضاً لأن الميلوديا (الرحبانية) التي تقدمها الصبايا مقنعة أصلاً، وأصيلة، وإلا لكان الجدمهور المصري رفض القلب والقالب معاً لو لم يكن الأصل (اللحن) راقياً ويستحق الاستمرارية التي عمرها عقود وتجددت.
الشاهد الأخير: فليتعظ المساومون على نتاجهم (بإدخال المصري أو الخيليجي أو الجزائري على ريبيرتوارهم) قصد التسويق والرواج، فالجمهور (المصري نموذجاً) يقبل الأغنية اللبنانية الراقية المتخصصة بهويتها، كما نحن في لبنان نقبل الأغنية المصرية الراقية أو الخليجية الراقية.
وحين تصرح الصبايا الأربع (داليدا، شانتال، نيكول، زينة) أنهن “مؤديات” لا “مطربات”، فتأكيداً على أن الأساس هو الأغنية الأصيلة الراقية، وأغنيتنا اللبنانية الأصيلة ملكة متوّجة من زمان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*