الخميس 5 شباط 1998
– 33 –
في “أزرار” (الرقم 24- “النهار” 17/9/1997) تحدثت عن الدماغ اللبناني العلمي (في بيولوجيا الذرّة والخلايا) الدكتور مصطفى عماد الأمين الذي كان، عند صدور ذلك المقال، على أهبة اتخذا قراره في اختيار واحد من العروض له من جامعات تتجاذب عقله المبدع. وهو عاد فاستقرّ مسؤولاً عن دراسات الجينات في مركز الأبحاث التابع لجامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية، حيث يطلع قريباً بحصيلة البحث العلمي الأوّل الذي باشر إعداده فور استلامه مسؤوليته الجديدة. وآخر أخباره أن مركز الأبحاث التابع للجامعة الأميركية في بيروت، يراسله كي يعود إلى لبنان ويتسلّم إدارة هذا المركز.
ومع الدكتور مصطفى عماد الأمين، يطلع علينا دماغان علميان آخران يكبر بهما قلبنا اللبناني: قاسم صالح وغسان قانصوه.
الدكتور قاسم عفيف صالح (ابن بلدة جون) حلّ بين أول عشرة باحثين في العالم عن تطوير هندسة الأنظمة والبرمجيات (كما أوردت المجلة السنوية المتخصصة بذلك في الولايات المتحدة). وجاء اختيار عالَمنا اللبناني “لكثافة أبحاثه المنشورة خلال السنوات الأربع الماضية في ست أفضل مجلاّت علمية عالمية متخصصة”.
وقاسم صالح، نال الدكتوراه من جامعة أوتاوا في كندا عام 1991، وعمل في شركة تلفونات “بل كندا” وزاول التدريس في جامعة كونكورديا في مونتريال، قبل أن يلتحق عام 1993 أستاذاً مساعداً في قسم الهندسة الكهربائية والكومبيوتر من كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت، وينال منها “جائزة الباحث المتميز” (1994) و”جائزة التدريس المتميز” (1996).
أما أعماله، فتتركز بحثاً وتدريساً على هندسة البرمجيات، وبرمجيات الاتصالات، والأنظمة الموزعة، وبرمجة شبكات الإنترنت العالمية. وله محاضرات عامة ومتخصصة في مؤتمرات دولية وجامعات من العالم.
الدكتور غسان قانصوه، أعلن مجلس إدارة مركز التوثيق العلمي في كمبردج (إنكلترا) عن اختياره بالإجماع “بين أهم 2000 شخصية عالمية من أصحاب المنجزات العلمية والثقافية الكبرى في القرن العشرين”. كما أعلن المركز عن اختيار مبدعنا اللبناني “بين نخبة من ستصدر عنهم- في مقدمة المجلّد الفخم الذي يهيئه المركز- نبذة من 1000 كلمة تضم صورته وحياته ومنجزاته، إضافة إلى دبلوم شرف بأحرف مذهّبة ستبقى صورته دائمة على لائحة الشرف في المركز الرئيسي في كمبردج”.
إلى هذا، اختار المركز العالم اللبناني الشاب “بين 20 ألفاً من عللم مميّز من 63 دولة في العالم ذات عقول مبدعة”، فيكون لبنان بذلك اختير بين 63 دولة فقط من أصل 187 دولة أعضاء في الأمم المتحدة.
ثلاثة عقول لبنانية مبدعة مميزة في العالم: مصطفى عماد الأمين (إبن الجنوب) قاسم عفيف صالح (إبن إقليم الخرّوب)، غسان قانصوه (إبن بعلبك). وثلاثتهم يسبق إسمهم دائماً، أينما حلوا، إسم وطنهم لبنان.
لبنان الحقيقي؟ظ هو هذا: عقل مبدع خلاّق يضيء في العالم، فيغسل عن صورة لبنان السياسي غيار خيبات وانكسارات وعرضحالات شهدنا مؤخراً بعضاً من فصولها الكاريكاتورية على مسرح… ساحة النجمة.