الثلثاء 1 تشرين الأول 1996
– 1 –
سعيد عقل، شاعراً في شتورة. والدعوة من أندية ليونز زحلة وشتورة. والحضور كوكبة عشاق سعيد عقل من أبناء البقاع وأبناء زحلته الغالية، زحلته الحبيبة التي غادرها منذ عشرين عاماً، منذ باع بيته رافضاً أن يعود إليها إلاَّ “زحلته هو”، مثلما “زحلنها” هو، لا مثلما “زحلنوها” بعده.
كالملك دخل سعيد عقل إلى صالة شتورة “بارك أوتيل” ولم يستقبله عشاقه تصفيقاً، بل وقوفاً هاتفي القلوب دامعين من فرح كثير.
ولم لهم، سعيد عقل، بيده النظيفة النقية، وابستم رضى وغبطة ومحبة وسع قلبه الأبيض. وقرأ من قصائده في العربية واللبنانية، وتَمتم كثيرون معه أبياتاً يَحفظونها صلوات للبنان والحبيبة، ولم تكن تمر قصيدة أو فلذة من قصيدة إلاّ ويقاطعه الجمهور بتصفيق فرح.
وكان فرحاً، سعيد عقل.
هو الذي علّمنا الفرح بشعره، قليل عليه ـن نغمره بفرحنا وقلوبنا.
هو الذي علّمنا لبنان، قليل عليه أن نحمله على أكتافنا، قريباً، وندخل به في شعانين جديدة، إلى زحلة الغالية، زحلته التي ستسقبله فاتحاً عصراً جديداً، عصراً متوجاً بزمان سعيد عقل، أبي لبنان اللبناني.
-2-
انتهت “ليالي السوق العتيق 1996” في زوق مكايل.
عرس آخر يضاف إلى أعراسها، الزوق التي عرفت- بفضل نهاد نوفلها- أن تلبس حلّة عرس يومي، لبلدة نموذجية يتشهى اللبنانيون أن تكون مثلها بلداتهم ومدنهم، وأن يتوافر لهم نهاد نوفل حضاري، يجعل من بلدات لبنان مزهريات ضوء ولون نثل زوق مكايل.
انتهت “ليالي السوق العتيق” بعدما استقطبت آلافاً وفدوا وشاهدوا وأحبوا وقدروا الفنانين اللبنانيين والحرفيين اللبنانيين ومعالم الإبداع اللبناني، وأجنحة المعرض التراثي والصناعي، هذا الذي يبرز وجه لبنان حقيقي يقوم على بترول لا مثيل له: العقل اللبناني.
شكراً جديداً لنهاد نوفل ورفاقه في “المركز الثقافي البلدي”.
وإلى العرس المقبل في أواخر كانون الثاني: إفتتاح بيت الياس أبو شبكة متحفاً، وإزاحة الستارة عن تمثاله الرائع الذي انتهى قبل أيام.