الأربعاء 9 تشرين الأول 1996
– 3 –
مصطفى فرّوخ على الإنترنت.
ها هي آخر صرخات التكنولوجيا العالمية تستوعب الفن اللبناني وتطلقه في العالم، عبر أوسع شبكة تستقطب أكبر شرحة من المثقفين والأكاديميين ورجال العلم.
بكبسة زر، بات مقتنو الإنترنت يستطيعون الدخول إلى متحف كبيرنا مصطفى فروخ، يقرأون لوحاته، يتأملون إبداعه، يدرسون تقنيته، كما لو انهم يزورونه في بيروت، أسوة بما يمكنهم أن يفعلوا، عبر شاشاتهم، في متحف أي رسام منذ رافاييل إلى دالي مروراً بفان غوغ وسيزان وسائر عباقرة الريشة واللون في العالم.
مبروك لمصطفى فروخ دخوله الإنترنت، ومبروك للبنان عنوانه الجديد في هذه الشبكة العالمية، ليعرف العالم علماً من أعلامنا ننتسب إليه كلّما تحدّثنا عن لبنان الإبداع.
-4-
..ومبروك للبنان أيضاً دخول اثنين من أبنائه في حضور عالمي:
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اختارته مجلة “يوروماني” (تصدر في لندن متخصصة بشؤون المال والاقتصاد) “أفضل حاكم مصرف مركزي في العالم العربي لسنة 1996″، والسيدة لور مغيزل التي انتخبتها لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في نيويورك عضواً فيها لأربع سنوات.
ها هو لبنان، تدريجياً، يستعيد دوره على خارطة التحرك العالمي، بعدما كانت حرب السبع عشرة أطفأت بعض وجهه حتَّى ظنّه الكثيرون في العالم مهدداً بالزوال عن الخارطة.
رياض سلامة، وهو تسلّم مسؤولياته في الثانية والأربعين، نموذج للبناني العبقري الذي، بحسن إرادته الصارمة والعادلة والنابهة، جعل مصرف لبنان ركيزة متينة في تدعيم الاستقرار بأسس قوية أرست قطاع المال والمصارف عندنا على أرض صلبة هي- لا تصاريح السياسيين- بدأت تعيد ثقة الرساميل بالعودة إلى لبنان.
ولور مغيزل، المناضلة القديرة في سبيل المرأة، جعلت المرأة اللبنانية في طليعة الحضور النسائي العالمي، عبر الجمعيات والمنظمات التي تضطلع فيها مغيزل بدور فاعل ونشاط مركزي جوهري، جعل المرأة اللبنانية في وطنها ذات مركز محلي وإقليمي ودولي راقٍ، تجلّى في غير واحدة من الندوات العالمية عن المرأة وحقوقها ودورها في المجتمع.
أيضاً وأيضاً، هذا هو لبنان الحقيقي: الفكر المبدع الخلاّق.
وإلى هذا اللبنان، لا لبنان السياسيين، نحن ننتمي.