حرفٌ من كتاب- الحلقة 251
“أَعلامٌ في ذاكرة لبنان”
الأَحـد 13 كانون الأَول 2015

Zaaqirat Loubnaanبين أَقدسِ ما يُعطى كاتبٌ أَو مسؤولٌ في أَدائِه رسالتَه ومَهامَّه: أَن يَحفظَ تراثَ بلاده ويُحافظَ عليه. من هذا المبدأِ النبيل يجب أَن ينطلقَ كلُّ مسؤُول في الدولة وكلُّ عاملٍ في الأَدب والإِنسانيات.

في سياق هذا المبدأِ: أَمامي كتاب “أَعلام في ذاكرة لبنان”، أَصدرتْه “مؤَسسة المحفوظات الوطنية” سنة 2001 في 168 صفحة قطعًا موسوعيًّا كبيرًا مُـتْـقَـنَ الطِباعة والإِخراج، حاملًا صوَر لوحاتٍ زيتية لــ76 لبنانيًّا من أَعلامنا وَفْق تاريخ ولادتهم، من علامنا الكار أ البطريرك أسطفان الدويهي إِلى الشيخ فؤاد حبـيـش، مع نبذةٍ عن كلّ واحدٍ منهم في العربية والفرنسية والإِنكليزية.

تتصدَّر الكتابَ كلمةٌ من رئيس مجلس الإِدارة عهدئذٍ الدكتور هيام ملّاط جاء فيها أَنّ “هدف مؤَسسة المحفوظات الوطنية أَن تَجمَع ما يؤلِّف التراث اللبناني، وتضعَه في متناوَل المواطن والباحث، لِـجعْل الماضي موصولًا بالحاضر دعمًا للإِيمان بالمستقبل“.

وفي كلمة المدير العام عهدئذٍ فؤاد عبيد عـمَّن في الكتاب أَنّهم “أَعلامٌ رسَمهُم أَعلام لكي تحفظَهم ذاكرة الوطن ويرحلوا في الزمن يعطِّر غرسُهم ذكرَهم في تاريخ لبنان. أَعلام في السياسة والثقافة والأَدب والعلم والفن أَبدع في رسمهم أَعلامُ زمانهم في الفن التشكيلي“.

وبالفعْل يَزخَر الكِتاب بلوحاتٍ رسَمَها كبارٌ في الريشة واللون، أَبرزُهم: حبيب سرور، داود القرم، مصطفى فروخ، قيصر الجميّل، جورج القرم، فيليپ موراني، رشيد وهبي، رفيق شرف، وهيب بـتـدِّيني، سعدي سِـيْـنِـيْـوِي، وسواهم.

من أَعلام الكِتاب في الأَدب: جبران، مي زيادة، ناصيف اليازجي، جرجي زيدان، ابرهيم اليازجي، أَديب اسحق، سليمان البستاني، عيسى اسكندر المعلوف، خليل مطران، أَمين الريحاني، أَمين تقي الدين، عبدالله غانم، وسواهم.

من أَعلام الصحافة: خليل الخوري، بشارة تقلا، نعوم مكرزل، فيليپ دُ طرّازي، داوُد بركات، رُشَيْد الدحداح، وديع عقل، فؤَاد حبيش وسواهم.

من رجال الدين: البطريرك أسطفان الدويهي، المطران يوسف الدبس، الشيخ مصطفى نجا، الشيخ أَحمد عبّاس الأَزهري، الشيخ محمّد الحسيني، الأَب لويس شيخو، الشيخ محمّد رشيد رضا، الشيخ مصطفى الغلايـيني، وسواهم.

من رجال السياسة: حبيب باشا السعد، أَيُّــوب تابت، شارل دباس، إِميل إِدّه، بشارة الخوري، أَلْفْرد نقاش، رياض الصلح، وسواهم.

الكتابُ موسوعةٌ لائقةٌ بأَعلامنا، حقَّقتْها “مؤَسسة المحفوظات الوطنية”، عسى أَن تُكمِلَه بإِصدارات لاحقة، وأَن تقومَ مؤَسساتٌ أُخرى بأَعمال شبيهة تُبْرزُ أَعلامنا كي يظلُّـوا في البال مناراتٍ على هامة لبنان تَشِعُّ بِــنِــتــاجهم الذي يُـنَـصِّع تاريخَ لبنان.