حرفٌ من كتاب- الحلقة 218
كتاب “ذاكرة جزين”- خليل جان حرفوش
الأَحـــد 26 نيسان 2015

Jezzine

         “ذاكرةُ الـمُدُن جُذُورُ المستقبل مشدوداً إِلى الشمس. وهذا الكتاب ضوءٌ على وجه جزين الحضاري الثقافي البيئي عبر 250 صورة قديمة مُلَمْلَمَة من عائلات جزينية، وأُخرى حديثة بكاميرا المؤَلف، جميعُها تسترجع تاريخ جزين القديم: نواويسَ فينيقيةً منتشرة في الجبال، وعاداتٍ وشخصياتٍ جزينيةً ناجحة، وتاريخَها الحديث: معالِـمَ سياحيةً جاذبةً وطبيعةً جزينيةً فريدةً تضاريس وجبالاً وشلاّلاً ومغاور”.

         بهذه اللمحة الـﭙـانورامية السريعة أَعطى خليل جان حرفوش هوية كتابه “ذاكرة جزين“، صادراً سنة 2005 في 190 صفحة حجماً موسوعياً كبيراً عن منشورات “يونيـﭭـرسال” في لغَتين تولّـى العربيةَ منهما وأَسندَ ترجمتَها الفرنسية إِلى داني لطوف.

         وإِنه فعلاً شريطُ ذاكرةٍ مؤثِّـرٌ هذا الكتاب، في أَربعة فصولٍ يستعيد أَوَّلَـهَا حنينٌ إِلى الماضي يبدأُ بالبلدة القديمة مع مطلع القرن العشرين من الجسر الروماني القديم وشَقّ المعبور (مدخل جزين) سنة 1898 ومشاهدَ من جزين تلك الأَيام العتيقة وجوهاً وأَحداثاً وسُوقاً قديماً وزواراً شهيرين ومشاهدَ ومناظر أَنطَقُها الشلال الرائع هادراً من علٍ على شفير الشير، وصولاً إِلى جزينيات من المعالِـم والمناسبات المحلية مع رؤَساء جمهورية وشخصيات وأَعلام لامعين زاروا جزين.

         الفصل الثاني حَضَنَ نخبة راحلين من وجوهٍ جزينية: دينية بينها البطريرك بولس المعوشي والمطران يوسف رزق، ووجوهٍ سياسية بينها الصحافي الياس حرفوش والدكتور فريد سرحال والوزير جان عزيز وسليمان بك كنعان والوزير البوليفي خوان لاشين، ووجوهٍ ثقافية وعلْمية بينها القاضي الشاعر مراد أَبي نادر والصيدليّ ساروفيم بارتي والصحافي شاعر الشلال أَمين رزق والرئيس سعيد رزق والسفير يونس رزق والعالِـم المخترع جوزف القطار والأَديب أَنطون غطاس كرم والطبيبة جمال كرم حرفوش والمؤسس الكشفي حكمت ناصيف.

         الفصل الثالث صُوَرُ معالِـمَ جزينية من آثار فينيقية ومغارة فخر الدين ومبانٍ قديمة منها المرمَّم ومنها المهجور، وكنائِسَ وأَديارٍ، وقصرِ فريد سرحال المميز، وصناعاتٍ وحِرَفياتٍ جزينية ولقطات عذبةٍ لـجزين في الليل.

         ويقفل الكتاب جمالاته على الفصل الرابع للطبيعة في جزين بين مزرعة عَزِيبة وكروم الجبل والحوّارة وعين تُغْرَة والرمانة والوادي المهيب والشلاّل وجبال تومات جزين.

         ويؤَدي المؤَلّف وفاءَه إِلى مَراجع كتابه في العربية والفرنسية، وإِلى جميع من أَمَدُّوه بالصُّوَر والمعلومات، حتى خرج هذا الكتاب رحلةً إِلى جزين الـمشِعّة فكراً وأَعلاماً وَوِقفاتٍ ولبناناً صميماً من قلب تاريخنا الساطع.

         كتاب “ذاكرة جزين” لــخليل حرفوش: ذِكرى أَمسٍ عَبَر، وذاكرةُ حاضرٍ يتهيأُ لِــغَــدٍ جزّيني يُشرِّفُهُ أَبناؤها وهُم يقيناً ليسُوا عنها مُقَصِّرين.