1121: دُعــــــــــــــــاء
الأَربعاء 16 تشرين الأَوّل 2013

        يا سيِّدَ الأَكوان ربَّ العالَـمِين،

أَيُّــها الرحمنُ الرحيمُ الـمالكُ يومَ الدِّين، يا مَن إياكَ نعبُد وإِياكَ نستعين،

أَيُّــها الآبُ الذي في السماوات تَدين،

          بـــِاسم الحجيج إِلى وادي مِشْعَر مِنى يومَ الترويةِ اقتداءً بسُنّة الرسول، صعَّدوا غَداتَهُ إِلى جَبَل عَرَفَة يوم الوِقْفة الكبرى مارسوا شعائر المشاعر المقدّسة، وعادوا إِلى مِنى يَرمُون الجَمرة الكُبرى، ويَحتَفلون اليوم بالعيد أَضحىً مباركاً… نتوجَّه إِليكَ ضارعين.

          بــِاسم الذين رَدُّوا عنهم الشيطان بِــرَمْي الجِمار السبْع فأَبعَدوا عنهم طيفَه اللعين… نتوجَّه إِليكَ مستغفرين.

          وبــِاسم الذين في لبنان لم يحُجُّوا كي يتباركوا بمكَّة المكَرَّمة فَــيَعودوا منها بِـحَجٍّ مَبرور ليكونوا بسَعْيِهم مَشكورين.

          نسأَلُك اللهُمَّ أَن تنالهم بغفرانكَ لأَنَّ جَـمراتهم في لبنان حارقةٌ جداً لكثرةِ ما هم مُـحاطون بأَعتَى الشياطين.

          وأَيُّ شيطان ينال أَبناءَ بلادي أَكثرَ من رُعبِهم اليوميّ أَن يذهبوا إِلى أَعمالهم ولا يعودوا منها سالِـمين؟

          أَيُّ شيطانٍ أَفتَكُ شَراً مِن الذي يترصَّد اللبنانيين يومياً فيحتجزُهم في سياراتهم ساعاتٍ مطاطةً في زحمة السير محبوسين؟

          أَيُّ شيطان أَشَدُّ فتكاً مِن الذي يَرمي بهم على أَبواب مستشفياتٍ تفتقر إِلى أَبسط الـمواد الطبّية وخدمات الـمُداوين؟

          أَيُّ شيطانٍ أَكثَرُ لُؤْماً مِن الذي يُرغمُهم – كي يَجِدوا عمَلاً أَو يَحلُّوا مشكلةً يومية – أَن يقِفُوا على أَعتاب السياسيين؟

أَيُّ شيطانٍ أَبْطَشُ هَولاً مِن الذي يوْقِعُهم بين أَيدي رجالِ أَمنٍ يَرمون بهم كالـماشيةِ رَكْماً ورَكْلاً وراءَ قضبان الزَّنَازين؟

أَيُّ شيطانٍ أَقْذَعُ موتاً مِن الذي يُوْدِي بهم ضحايا وأَشلاءَ في انفجارِ سيارةٍ مجرمةٍ أَو صدْمة سيارةٍ بسرعة الـمَجانين؟

أَيُّ شيطانٍ أَرهَبُ لَعنةً مِن الذي يَبْليهم بِـمَسؤُولين سماسرةٍ متواطئين فاسِدين مفْسِدين وبِفَضائحهم خَرَّابين؟

أَيُّ شيطانٍ أَقسى قَدَراً مِن الذي يُحَكِّمُ بِشَعْبنا مَن يُفترَضُ أَنه انتَخَبَهُم ليُؤَمِّنوا مستقبلَه فإِذا بهم ينصرفون عنه مُشيحين؟

أَيُّ شيطانٍ أَلْأَمُ أَذِيَّةً مِن الذي يُفْرِغُ وطنَهم تدريجاً من مُؤَسّسات أَساسيةٍ تَتَداعى يوماً بعد يومٍ وليس مِن مُهْتَمٍّ ولا مُعين؟

أَيُّ شيطانٍ أَبشعُ منظراً مِن الذي يصفعُهم يومياً بتصاريح سياسيّة جوفاء تُبْقي الوطن على كَفِّ عفْريتٍ مُرعِبٍ لَعين؟

يا سيِّدَ الأَكوان ربَّ العالَـمِين،

أَيُّــها الرحمنُ الرحيمُ الـمالِكُ يومَ الدِّين، يا مَن إِياكَ نعبُد وإِياكَ نستعين،

أَيُّــها الآبُ الذي في السماوات تَدين،

ونحن نُـعَـــيِّدُ اليومَ الأَضحى الـمباركَ عيداً مقدَّساً يَـجْمَعُ أَهالينا ويُـجْمِعُ عليه اللبنانيون مُسْلِمين ومسيحيين،

نَضرعُ إِليكَ أَنْ أَنقِذْنا مِن يوضاســيِّــي الوطن الذين لم يَعُدْ يكفي رَجْـمُهُم بِـجَمرات الشياطين،

أَنقِذْنا مِـمَّن ظَــنَــنَّاهُم يُنقِذُوننا مِن جَـلْـدِ القَدَر الوطنيّ فإِذا بهم يَتَكَشَّفون عن أَنهم هُمْ رَبابِنَة الجلاَّدين،

لم يعُدْ لنا سِواكَ مُنْقِذاً… وها ننتظرُكَ اليومَ قبل أَنْ نلقاكَ في يوم الدِّين،

فَـَخلِّصْنا منهُم وخَلِّصْ لبنان رحمةً بِـمَن بَاقون في الوطن قبل أَن يَــبتلعَهُم بَـحْرٌ أَو تَـخْطَــفَهُم سماءٌ إِلى أَمان أَوطان الآخَرين.

ما عاد لنا سواكَ ملْجأً آمناً أَميناً… يا سيِّد الرحمة الرحمَن الرحيم… فارحَمْنا ارحَمْنا ارحَمْنا… يا أَرحَم الراحمين!