حرف من كتاب- الحلقة 136
“تراث بيروت في الحفظ والصّون”- نادر سْراج
الأَحَـــد 29 أَيلول 2013

كتابةُ تاريخ لبنان لا تكونُ من دون كتابة تاريخ اللبنانيين.
واللبنانيون متكَوكبُون في قُرىً وضِياعٍ ودساكرَ ومدنٍ، لؤْلؤْتُها جميعاً: العاصمةُ بيروت، وعملُ المعنيين دائبٌ في الكشف عن تراثها وعن إِرث البيارتة الطالعين من جُذُور العراقة وجذوع الأَصالة.
في 20 آذار 2009 انعقد مؤتمر “تراثُ بيروت في الحفْظ والصَّوْن” شارك فيه اثنا عشَرَ مُـحاضراً، وعشرة ُشهودٍ عاشوا ويعايشُون بيروت، نسَّقه الدكتور نادر سْـراج وعاد فجمعَ نُصوص المؤتمر في كتابٍ نَشَرْتْهُ سنة 2010 “الدار العربية للعلوم” اشتراكاً مع “مرصَد بيروت الحضَريّ” قَطْعاً كبيراً في248 صفحةً أَغْنَتْها، إِلى النُّصوص، صُوَرٌ قديمةٌ لبَيَارتةٍ قُدامى ومشاهدَ من أَحياء بيروت.
في مقدّمة الكتاب أَبرزَ نادر سْـراج أَنّ “الشخصية المدينية التراثية ليست من سقْط المِتاع الثقافـيّ بل موجودةٌ بالقوّة منطَلَقاً، وبالفعْل مـُمارَسةً وواقعاً… تستمدُّ وجودَها من الحياة اليومية لبيئتها الحاضنة ولأَبناء مُـجتمَعٍ مَدينيّ تكوَّنَت فيه شخصيةُ المدينة”.
في الكتاب ثلاثُ ندوات:
أُولاها عن “التحوُّلات الثقافية الاجتماعية والعمرانية في بيروت، وتأْثيراتِها على الشخصية التراثية المدينية” شارك فيها نبيل عيتاني، طارق القزّاز، نادر سْـراج، وأُسامة العارف.
الندوةُ الثانية عن “الشخصية التراثية المدينية البيروتية بين الشفهيّ والمكتوب” شارك فيها وجيه فانوس، أَمين فرشوخ، وحُسْن عبّود.
والندوة الثالثة عن “الشخصية التراثية المدينية البيروتية وتداعياتِها في الإِعلام والفنون الجميلة” شارك فيها محمد كرَيِّـم، هنْد الصّوفي، عبيدو باشا، وهدى طالب سْـراج.
وتلي الندواتِ الثلاثَ شهاداتٌ بيروتية من هيثم قُطْب، محمد علي فرحات، محمد الحُجَيري، عادل كرم، أَحمد قعبور، حَسَن جوني، مُـختار عيتاني، رفيق علي أَحمد، رمزي نجار، مالك محمصاني.
ميزةُ هذا الكتاب: بَـحْـثُـهُ في الثقافة الشعبية البيروتية، وشخصيةِ بيروت التراثية المدينية وما لَـحِقَها من تَـحَوُّلاتٍ بِتَبَدُّلِ الأَحوال العُمرانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وما عرفَتْ شخصيةُ بيروت من أُصولٍ وتفرُّعاتٍ، وكيف تنامَت جُذورُ بيروتَ الأَمس إِلى عصرِ حَداثةٍ تَشكّلَت فيه شخصيةُ بيروتَ المدينيةُ النهضويةُ في أَجواءَ انفتاحية.
كتاب “تراثُ بيروت في الحفْظ والصَّوْن” مرآةٌ بهيةٌ لبيروت، عروسِ الأَمس واليوم وكلِّ غدٍ، لؤْلؤَتِنا النادرةِ التي تَشُعُّ علينا نَـجْمَتُها حاملةً إِلى كلُّ قلبٍ نبضةَ الرَّجاء بلُبنانٍ لا بُدَّ أَنْ يُطلَّ فَجْرُهُ أَبيضَ ساطعاً مهما تَلَبَّدتْ وطالَت كثافةُ الغُيُوم السُّود.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*