بعضُ الكُتُب، ندخل إلى صُوَرِها لنقرأَ ما فيها من جمالات.
هذا كتابٌ تخرج منه الصُّوَر إلينا لتقرأَ في عيوننا دهشةَ ما ينضحُ فيها من جمالٍ وأناقةٍ وفخامة.
كتابٌ فنّيٌّ فخم، تَضُمُّه علبةٌ رصينةٌ من الكرتون المقوّى، موسوعيُّ الحجم، مُشْرِقُ الإخراج، في 272 صفحةً على ورقِ حريرٍ لَـمَّاعٍ صقيلٍ كأنه من وهج المرايا.
هذا هو كتاب “فخامة بيروت… أناقةٌ خارجَ السنوات”. نُصوصه، في الإنكليزية، قليلةٌ في خدمة الصُّوَر الكثيرة، وصوَرُهُ كأنها لوحاتٌ رسمتْها ريشةُ فنانٍ تأنّى في استراق النور والظل وفي استعارة الألوان من مَلْوَن الطبيعة الغنيّ شُغْلاً دقيقاً متأنِّقاً متأنِّياً، فيما هي صُوَر فوتوغرافية تنضح منها الألوان منوَّرةً في بهجة الديكور.
توقيع الكتاب: هاني سماحة، واضعُ خمسة كتبٍ سابقةٍ عن بيروت، مقطوفةٍ من خبرته في اللوحات الفنية النادرة، ومن حرفته في الأغراض الفنية والتحف القديمة والأثاث الفخم، متنقلاً بين لبنان والولايات المتحدة، نثَرَها في مؤلفاته الموسوعية الفنية عن ديكور بيوت لبنانية أنيقة، عبر صُوَرٍ وشروحٍ لروعة تصاميمها الهندسية وأثاثها الكلاسيكي الأصيل وتحفها الثمينة ولوحاتها الفريدة وسجادها وأقمشتها المشغولة بإتقان، إلى تصاميم معمارية تاريخية تتميَّز بها هذه البيوت حساً إبداعياً وذوقاً لبنانياً عالمي المستوى.
مادة الكتاب: ديكورات اللبناني العالمي جان لوي مِنْغي، مصمِّم الهندسة الداخلية لأجمل المنازل والقصور في لبنان والعالم، بذوقٍ فني عالٍ زرعه في بيوت لبنانية فخمة تغار منها بيوتُ الفخامة في أغلى وأغنى عواصم العالم.
في 16 فصلاً، بنصوصٍ شارحةٍ تواريخَ وطرازاً، يحملنا الكتاب إلى البيوت ومحتوياتها وأجوائها: مداخلَ، غُرَفَ نومٍ واستقبالٍ وطعام، صالوناتٍ وسيعةً وضّاءة، ردهاتٍ، حماماتٍ، مطابخَ، ممراتٍ، باحاتٍ خارجيةً، شُرفاتٍ وبعضَ حدائق، حتى كأنّ كلّ صفحةٍ من الكتاب قطعةٌ من جنَّةِ جمالٍ على الورق، فكيف بها قطَعاً شاعريةَ التصميم والموقع في زاويةٍ أو فُسحةٍ أو صدرِ قاعةٍ أو عَلْوَةِ سقفٍ أو بَسْمَة جدار !
16 فصلاً رَوَت جمالاتٍ عن ثقافة الأسلوب، ومساحة الجدران، والنكهة الشرقية، ومعابد المرمر، وكلِّ ما يمكن أن تشتهيه العينُ في البيت الفخم، وما تنتظره الأذواق المرهفة من براعةٍ في العرض وخَلْق مساحةٍ في البيت تُغْني عن مساحاتٍ خارج البيت.
سنتان من التحضير لإنجاز هذا الكتاب الحَدَث، قضاهما هاني سماحة وجان لوي مِنْغي في اختيار بيوتٍ أظهرَت جمالَها وفخامتَها عينُ ألبير صيقلي بكاميرا بارعة بات يقصده لأجلها معنيون عالَـميون بإصدارٍ كتب فنية غير عادية.
في مقدِّمة الكتاب أنّ “أفق بيروت في الليل يشُعُّ بآلاف الأضواء توشِّح العتمة فتُحيلها أَشعةً تضيء الليل”. غير أن في بيوت بيروت نهاراتٍ تضيء زواياها وحناياها بجمال الأثاث والديكور وهندسةٍ داخليةٍ فَرادتُها أنها ليست في أيِّ بيت تشبه ما هي في أيِّ بيتٍ آخر: قطعٌ جماليةٌ فريدةٌ لا نسخة لها ولا استعادة.
“فخامة بيروت… أناقةٌ خارجَ السنوات”، كتابٌ للعرض في الصالون، وللحفْظ في المكتبة، وللمرجعية الدائمة كلّما شاء ذوّاقةٌ أن يذوقَ جمالَ بيروت من خارج ومن داخل، لتبقى بيروت جوهرةَ المـُدُن بفخامة أَناقتها التي تظلُّ خارج السنوات: تَشيخُ السنوات وهي تبقى أنيقةً، عريقةً، عبيقةً بجمالها الذي لا يذوي وليس يغيب.