وللصيف أيضاً قراءاته وكتُبُه !
السبت 9 تموز 2011
– 701 –
في العدد الأخير من الملحق الأدبي لِلـ”فيغارو” الفرنسية تحقيقٌ موسَّع شارك فيه 10 صحافيين موضوعُه “كُتُبُنا لهذا الصيف”، تصدَّرَتْه هذه المقدمة: “قبل ذهابكم إلى عطلة الصيف، اختاروا كتُباً تضعونها في حقائبكم، منها في التاريخ والرواية والكتب البوليسية وقصص عجائب وغرائب وسواها من مجموعةٍ اختارها لكم ملحق الفيغارو الأدبي”.
وأَورد التحقيق مجموعةً كتبٍ مع أغلفتها ونبذةٍ عنها، منها الفرنسي (“12 امرأةً من الشرق غيَّرن التاريخ”، “رحلةٌ أندلسية”، “السماء في النافذة”، “حواراتٌ صحافية مع جان پول سارتر”، “أقنعةُ التاريخ: ثلاثة قرون من الأسرار”، …)، ومنها المترجَم عن الإنكليزية (“أَسرار آل كيندي”، “الساعاتُ البعيدة”، “أُسكتْ أو مُتْ”، “بيت فلورنس واردن”، … ) وعن الإسپانيّة (“قصَص من هنا وهناك”)، وعن الكوريّة (“عينَك على والدتِك”)، وعن السويديّة (“شقيقة بِن أولسون”).
وخصَّص التحقيق نصاً مفصّلاً لأمين معلوف الداخل “خالداً” مع “الخالدين” إلى الأكاديميا الفرنسية، مع التنويه إلى أنه “أول لبناني يدخلها بعد مُحاولتين سابقتين، لِما في رواياته وكتاباته من دعوات إلى تقارب الحضارات والاعتراف بقبول الآخَر”.
هذا التحقيق الذي يرشِّحُ طائفةً منوَّعة من الكتُب الفرنسية أو المترجمة إليها، أَبْعَدُ منه الظاهرةُ نفسُها: أن تشير هذه المجلة الراقية في ملحقها الراقي إلى حَمْل الكتاب في حقيبة الصيف، لا رفيقاً مسلِّياً وحسْب بل مفيداً ثقافياً ومغذّياً فكرياً، وهو هذا شأن الكتاب في أيِّ شكلٍ من أشكاله: التقليديّ ورقاً، أو الإلكترونيّ شاشةَ كومپيوتر.
هكذا لا تعود عطلة الصيف مُجرّد سياحة تسْلوية أو ترفيهية، أو استراحةً من ضغط مواسم العمل، بل تكون سياحةً أدبيةً وثقافيةً يزيدها الكتابُ متعةً وفائدة، خصوصاً بِما نعرف عن الغربيين إجمالاً من إدمانٍ على القراءة في جميع الحالات والأمكنة: القطار، الباص، مَحطاتهما، الحديقة العامة، شاطئ البحر، تلال الصيف، … فلا وقتَ مهدوراً على التسالي العقيمة، ولا مضيعة للساعات في أحاديث ودردشات ومقاهٍ واسترخاءات (لا بُدّ منها أحياناً على ألاّ تَحتلَّ وحدها مساحة الوقت) بل يظلُّ الكتاب منبع الوعي العقلي الذي، أياً يكن موضوع الكتاب، يرفد المعرفة بزادٍ يُضفي على الحكمة حكمةً، وعلى الثقافة نوراً.
إن صحافةً تُخصّص في ملحقها حيِّزاً خاصاً لـ”كُتب الصيف” خفيفةً منوعةً ومترجَمةً للإضاءة على الآداب الأُخرى، هي صحافةٌ حقاً في خدمة القارئ، تَمُدُّه بالفائدة وتقطف منه في المقابل تَوَاصُلاً راكزاً في اطِّلاب للمعرفة يتوسّع إلى تثقيف كامل الشعب.