حرف من كتاب- الحلقة 10
“سلامٌ لبيروت”- عمَر الخوري
لـيوم الأحد 17 نيسان 2011

في مُصَنَّفٍ جميلِ الشكل، مستطيلِ الحجم، مُريحِ الإخراج، أصدرَت نجلاء بشور كتابها “سلامٌ لبيروت” كاتبةً نصَّه المتداخِلَ مع رسومٍ من عمَر الخوري ملوّنةٍ تزيّن الصفحات ببراعة ريشةٍ حاذقة.
“سلام لـبيروت” ليس كتاباً في التاريخ ولا في الأدب ولا في السياسة، بل في سياحة جميلة تقدِّم لأبناء لبنان مدينتهم الحبيبة بيروت التي يعيشون فيها أو يزورونها لؤلؤةً غاليةً على خصر هذا المتوسّط.
مشوارٌ مُمتِعٌ في بيروت، هذا الكتابُ الجميل الذي حَمَلَتْهُ بصَماتٌ نقية، ويحمل إنتاجُه تواقيعَ منشورات “تالة” ووزارة السياحة و”بيروت عاصمة عالمية للكتاب”.
مشوارٌ بين نصٍّ أسلوبُهُ سهلٌ سلِس، وصورةٍ خطوطُها مرسومةٌ بفرح.

يبدأ المشوارُ وتنفتح جمالات: هي ذي بيروتُ من فوق، حكايةُ بيروت والبحر، حكايةُ السبع بيروتات وطائر الفينيق الذي يولد من تحت أنقاض زلازل بيروت، وها هي الحماماتُ الرومانية، فالأبنيةُ العالية المشكوكة أبراجاً شامخةً بين البيوت التراثية القديمة، مبنى وزارة الخارجية في قصر بسترس، مبنى وزارة التربية في الأونسكو، السراي الكبير، جامع محمّد الأمين، تمثال الشهداء في ساحة الحرية (الكانت “ساحة البرج” أو “ساحة الشهداء”)، ساحةُ النجمة وساعة العبد، مسجد الأمير عساف، شارع المعرض وما فيه من آثار وأعمدة ضخمة، مبنى اللعازارية وقبالتُه كنيسة مار جرجس المارونية، تمثال رياض الصلح، مبنى الإسكْوَى، تمثال جبران خليل جبران، بيوت البسطة التحتا، تمثال بشارة الخوري… ويتنقّل الكتاب بالنصّ والصورة فيطلّ شارع الحمراء، جامعة هايغازيان، الجامعة الأميركية، جامعة القديس يوسف، مطاعم الأرصفة وعجقة روّادها، ساحة ساسين، جسر البربير، جامعة بيروت العربية، دكاكين الشوارع ومحالّ الألبسة، “درج الفن” الواصل شارع سرسق بالجميزة، سوق الطيّب في الصيفي ڤيلدج، تواقيعُ المؤلّفين في “معرض بيروت الدولي للكتاب”، مستشفى الجامعة الأميركية، مستشفى أوتيل ديو، الحدائقُ العامة بين حديقة الصنائع وحديقة السيوفي، الجنائنُ المعلّقة على الشرفات في معظم البيوت والأبنية البيروتية الجميلة، فِرَقٌ موسيقية في الهواء الطلق، الأوركسترا السمفونية اللبنانية في كنيسة مار يوسف، عروضٌ في مسرح مونو ومسرح المدينة ومسرح الأونسكو، هيبةُ المدينة الرياضية، ميدانُ سباق الخيل، المتحفُ الوطني، متحف سرسق، المتحفُ العلمي أو “كوكب الاكتشافات” بمحاذاة الستاركو، مدنُ الملاهي بين رأس بيروت والجناح، كورنيش المنارة على شطّ عين المريسة الجميل المبتهج بِهُواة المشي الصباحي والمسائي، المنارة القديمة والمنارة الجديدة المطلّتان على بحر بيروت، صخرة الروشة الشهيرة، ميناء بيروت والسفن المستلقية على أرصفته، محلاّت برج حمّود المتنوعة الخدمات، مطار رفيق الحريري الدولي ومسافرون وواصلون، بيروت في الليل بين الجميزة ومونو ومنطقة الحمراء، فنادق بيروت الفخمة، بحر بيروت ووُرش العمار المتواصلة في كلّ بيروت.
64 صفحة بين نصوصٍ ورسومٍ تجذُب إلى مشوار قراءة ممتع، وتأخذ قارئها، في أقلَّ من ساعة واحدة، إلى قلب بيروت العابق بالتاريخ والجمال وحركةٍ لا تستريح نهاراً ولا تهدأ ليلاً، لتؤكّد أيضاً وأيضاً أنّ بيروت، بيروتنا الحبيبة، مدينةٌ لا تنام.
“سلامٌ لبيروت” كتابٌ لكلّ مكتبةٍ في بيت، لكل مكتبةٍ في مدرسة، كي يطَّلعَ جيلُنا الجديد على بيروتنا الحبيبة التي تحافظ على هيبة الماضي وتعانق حداثة الحاضر وطليعية المستقبل.
سَلامٌ لها بيروت، تمنح الحبّ والسلام إلى من يستاهل أن يكون وفياً لبيروت، ووفياً للبنان الحب والسلام.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*