في 272 صفحة حجماً كبيراً، يتَّخذ هذا الكتاب وهجَه الأدبي والفني في المكتبة، حرفاً من كتاب يُمَجِّد پاريس عاصمة الفرنكوفونيا التي تحتفل (اليوم الأحد 20 آذار) بـ”يوم الفرنكوفونيا العالَمي”.
نَحن هنا أمام شاعرٍ وكتاب. الشاعر: جاك پريڤير، والكتاب: “پاريس الجميلة” (Paris La Belle)، صدَرَ عن منشورات “فلاماريون” من إعداد أوجيني پريڤير (حفيدة الشاعر)، ويضُمُّ موجودات پريڤير في معرض “پاريس الجميلة” (Paris La Belle) بين صوَر ومَخطوطات ووثائقَ وكتب عاينَها زوار المعرض الذي استقبله القصر البلدي في پاريس.
في مقدمة الكتاب كتب رئيس بلدية پاريس برتران دولانُوِيْه: “أمضى جاك پريڤير طَوال حياته في تَواطُؤٍ جميلٍ استثنائيّ مع پاريس، مشّاءً في الأزقّة الپاريسية الضيِّقة، صديقَ العمّال، رفيق الرسامين على تلّة مونپارناس والأدباء في ساحة سان جرمان، وكتب قصائده من وحي تَعَلُّقِه بهذه الپاريس الجميلة”.
هذا الكتاب المتقَنُ الإخراج يعكُسُ پاريس من عينيّ شاعرها، فَيَمُرُّ على حياة پريڤير طفلاً، فتىً، مراهقاً، عضواً في المجموعة السورِّيالية، ذكاتباً مسرحياً، ضالعاً في الشأن السياسيّ، واضعَ سيناريواتٍ وحواراتٍ سينمائيةٍ وكلماتِ أغنياتٍ طارت شهرتُها، عاشقَ التصوير الفوتوغرافي والرسم، مؤلِّفاً أَصدر كُتُباً شعريةً غريبةَ المناخ، ونثريةً طريفةَ المنحى. نَصُّ الكتاب سلسٌ في تسلسُلٍ كرونولوجي يتتَبَّع الشاعر في تفاصيلَ دقيقةٍ من حياته الخاصة والشخصية والعائلية والعامة والمهنية والأدبية في ثنايا پاريس، وكلُّ ذلك مدعومٌ بصورٍ فوتوغرافيةٍ من مراحلَ مُختلفةٍ في سيرة الشاعر، ووثائقَ وأوراقٍ بِخَطّه، ورُسومٍ بقلمه، وصُوَرٍ من أفلامٍ كتب حواراتها أو سيناريواتها، ومسرحياتٍ وضعها، ولقطاتٍ خاصةٍ طريفةٍ مع أصدقائه وعارفيه وأعلام عصره. وتَشُعُّ واضحةً من الكتاب علاقةُ حُبٍّ متبادل بين پاريس وپريڤير في انتماءِ المدينة الى الشاعر وانتماءِ الشاعر إلى المدينة.
كتابُ “پاريس الجميلة” (Paris La Belle)، في يوم الفرنكوفونيا العالمي (اليوم 20 آذار) ضوءٌ جميلٌ على عاصمة الشعر
لتكون پاريسَ الجميلةَ لا في كتابٍ صدَرَ عنها، بل في كلّ كتابٍ يَحمل بين دَفَّتيه هواءَ پاريس الطالعَ من نسيم الشعر والفن والجمال.