الحلقة 989: … وتَفَتَّح الربيعُ عن بشارة
الأربعاء 30 آذار 2011
الذي قال:
“سأُواصِل عيشي في الشركة والمحبة،
عاملاً بهما على استكمال نسيجِنا الوطنيّ،
فيظلّ لبنان يُزهِرُ في هذا الشرق بنَموذَجيَّته ورسالته”،
والذي قال:
“مَجدُ لبنان يُنتقَص بالتقوقع والانغلاق على الذات،
وينمو بالانفتاح على الآخر: على الشرق وعلى العالم،
مَجداً يُعطى للبنان وشعبه،
عَظَمَتُه في تَنَوُّع عائلاته الروحية وغناها”،
والذي، في حضور أركان الدولة مُجتمعين، قال:
“الوطنُ ليس لطائفةٍ أو حزبٍ أو فئة.
ولن يَحتكرَه أحدٌ لأن في احتكار فئة إياه احتقاراً إيانا جميعاً”،
قال أيضاً في وَسَاعَة الرؤية:
“نتعاون مع عالم الانتشار حيث أبناؤُنا ينتشرون في القارات الخمس،
نستحضرهم معنا ونَحفظهم ذخيرة في قلوبنا وخواطرنا”،
وقال أيضاً:
“قِبلةُ أنظارِنا شبابُنا وصبايانا والمليونُ طالبٍ وطالبة في المدارس والجامعات،
وهم مستقبلُنا وأَملُ كنيستِنا والوطن،
والعائلةُ التي هي خليَّةُ مُجتمعنا الأساسية،
والمدرسةُ الطبيعية الأولى لقيمنا”.
ها هوذا إذاً، يُعلن غَدَه، منذ اليوم “شركة ومَحبّة”،
جناحَين يعلو بهما إلى سماء لبنان،
يَرفُدُهما جناحا شبيبة لبنان ومنتشريه.
وبِهذَين الجناحَين يكتمل البناءُ الآتي.
الجناح الأول:
شبيبةُ لبنان المرصودُ غدُه عليها وفْق صورة ما اعتنقه سيِّد بكركي الجديد:
لا تَنَوُّعَ طوائفَ نَخرَتْها السياسة،
بل تَنَوُّعَ عائلاتٍ روحيةٍ ينشأُ في رعايتها شبابٌ وصبايا متِّحدين بإلهٍ واحدٍ وإيمانٍ واحدٍ بوطنٍ واحد،
يدينون بالولاء لدولته الأُمّ الواحدة،
وبالوفاء لأرضه الأُمّ الواحدة،
ويَحملون غداً شعلةَ لبنان الآتي من جيلهم اليوم إلى أجيال أبنائهم بالإيمان ذاته.
والجناحُ الآخر:
منتشرو لبنان في العالم،
يَرفُدونه حضوراً أو بُعاداً بقُدراتهم العظيمة التي غالباً ما يرفدون بها بلدان إقامتهم،
فيكونُ لهم ولاءٌ للبلدان التي احتضنَتْهُم،
ويكونُ لهم وفاءٌ لأرضهم الأُمّ التي أَطْلَعَتْهُم خَميرةً خيِّرةً وَنَشَرَتْهم خبزاً صالحاً في العالم.
ها هو آذارُ لبنان هذا العام:
تَفَتَّحَ ربيعُهُ عن بشارة تَحمل إلينا نسْمةً ربيعيةً من شباب لبنان المقيمين وأبنائه المنتشرين.
وما أجمل إيجابيتَها هذه النسْمة، من ربيع الواقع لا من تَمَنّي الخيال.
إن بطريركاً يرنو إلى رئة الشبيبة اللبنانية،
والرئةُ الأخرى لبنانُ الانتشار،
يتنفَّس منهما لبنانُ نقاءَ غدٍ للبنان المقيم ومسؤوليه وشعبه،
ليس بطريركاً يأتي إلى سُدّة بكركي ليحمل شعار “مَجدُ لبنان أُعطي له”
بل شعارَ مَن مَجدُهُ اللبناني أُعطيَ للبنان
برؤية التي ناداها، نَهارَ بِشارتِها،
مُشيراً إليها كما مُستحضِرَها من “نشيد الأناشيد”: “… وارتَفَعَتْ كالأرز في لبنان”.
وما أعظمَ أن يبدأ “بشارةُ” بكركي، في يوم البشارة، بِـرُنُوِّه إلى التي “ارتَفَعَت كالأرز في لبنان”.
إنه يُعطَى
أن يُعطِي شعبَه “الشركة” في وطن الأرز،
ونقاءَ “المحبة” في بَنيه،
وبِهما معاً يكون مَجدُ لبنان.