يوم انطلق برنامج “نقطة على الحرف” قبل سبع سنوات تماماً (في 16 شباط 2004)،
كان شعارُه أنه “عينٌ ترصُد، قلَمٌ يُدوِّن، وصوتٌ يُعَبِّر”.
ولا يزالُ مُواصلاً رسالتَه التي الْتَزَمَها والتي بلغت حتى اليوم 982 حلقة،
ويطلُّ عليكم صباح كلّ أربعاء وأحد،
ناطقاً بأفكاركم حول حدثٍ أو حالةٍ أو مناسبة أو ظاهرة،
فيعبّر عما تودُّون أنتم أن تعبِّروا عنه لو أُتيحَ لكم التعبير.
والْتِزاماً بالبقاء على هذه العين التي ترصد،
ستبقى إطلالةُ الأَربعاء مواصلةً رسالتَها صباح كلّ أربعاء نقطةً على حرفِ حدث أو حالة،
بينما ستَختص حلقة الأحد بعين ترصد حرفاً في كتاب.
فالمستمع الذي يَهمُّه أن يعبِّر عن رفضٍ أو قبولٍ أو تعليقٍ،
يَهمّه كذلك أن يعرف عن كتابٍ صدر في لبنان أو في العالم،
وفيه مواضيعُ ثقافيةٌ أو علميةٌ أو عامة،
قد تكون حلقةُ الأَحد حافزاً له كي يقتني هذا الكتاب ويطّلعَ عليه كاملاً.
وكما صدر “نقطة على الحرف” كتاباً انتقل من الشفوي المسموع إلى الكتاب المطبوع،
ستنتقلُ حلقةُ الأَحد من الكتاب المطبوع إلى الشفوي المسموع،
جامعةً فضاءَ الكتاب المحدودَ إلى فضاء الأثير الإذاعي غير المحدود،
ناقلةً إلى المستمعين ضوءاً على كتابٍ صدر حديثاً أو صادرٍ قبلاً،
لافتٍ بموضوعه أو كاتبِه أو الطرحِ الذي يعالجه ويهمّ المستمعين فيصبحون قراءً.
إنها مُحاولةٌ أخرى للتحفيز على القراءة،
فتكون الإذاعة ضوءاً على ثقافة الكتاب،
لا تدخل في التفاصيل بل تُلقي شعاعاً من ضوءٍ على هذا الكتاب أو ذاك،
مساهَمةً منها في تشجيع القراءة وتوسيع دائرة المعرفة.
ولأن أثير الإذاعة فضاءٌ غير محدود،
ستشمل حلقة الأحد كتاباً في أيّة لغةٍ من أيّ مؤلفٍ في أيّ بلدٍ،
وهي حلقةٌ مفتوحةٌ على آرائكم واقتراحاتكم بالإضاءة على كتاب قرأتموه أو تقرأونه
وتودّون إشراك المستمعين به، عبر الاتصال بي وإعلامي عن الكتاب الذي تقرأون،
كي نتشارك معاً في الاختيارِ والقراءة،
وتقديمِ كلِّ ما هو نافعٌ لِمستمعي “صوت لبنان” في لبنان والعالم.
وما أنبلَ أن نعمّم المعرفة، ما استطعنا، كي تكتملَ فينا رسالةُ الكاتب والمتلقّي، تراشُحاً متبادلاً في فضاء المعرفة.
هكذا، بدءاً من هذا الأُسبوع،
ستكون لي معكم “نقطة على الحرف” صباحَ كلّ أربعاء،
ويكون لي معكم “حرف في كتاب” صباح كل أحد،
مع كتابٍ جديدٍ أُلقي لكم بعض ضوءٍ عليه،
قد لا يكون مديحاً ولا نقداً سلبياً،
بل مِسحةً من تَمَنٍّ بتحسين، أو ملاحظةٍ بتجويد، أو فكرةٍ لتصحيح.
فليس أنفع للكاتب من:
عينٍ موضوعيةٍ تقرأُه،
وقلبٍ مُحِبٍّ يُخاطبُه،
وقارئٍ أو مستمعٍ يتلقّاه بِدَماثة العلم وحقيقة المعرفة.
فإلى حلقة الأحد المقبل، في حرفٍ جديدٍ لكتابٍ جديد.
ولنتشارك معاً في عطاء الثقافة.
إنه العطاءُ الأبقى والأرقى والأنقى بين العطاءات.