الحلقة 953: هكذا تُنال الوظيفة
الأحد 31 تشرين الأول 2010
كان أوغست باشا أديب (خال الرئيس كميل شمعون) رئيس مجلس شورى الدولة سنة 1925، ومع إعلان الجمهورية اللبنانية، في ظل الانتداب الفرنسي، في 26 أيار 1926 عُيّن رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية، ثم أُعيدَ تكليفُه تشكيل الحكومة الثانية في 20 آذار سنة 1930 واحتفظ بحقيبتَي المالية والزراعة (من كتاب “تنوير الأذهان في تاريخ لبنان” لابرهيم الأَسود- بيروت 1935).
خلال ولايته الثانية، جاءته رسالة من صهره المحامي جرجس بك صفا يتوسَّط فيها لديه بتوظيف أقارب له.
وكي لا أطيل الشرح، أُورِد حرفياً جواب أوغست باشا أديب ولا أعلّق، تاركاً لكم التعليق بعد قراءة الرسالة.
جاء في جواب أوغست باشا أديب حَرفياً:
“حضرة الصهر جرجس بك صفا المحترم،
بعد التحية والإكرام،
تناولتُ كتابكم تاريخ 26 آب الماضي، وفيه تشْكُون من عدم اهتمامي بتوظيف بعض أفراد عائلتكم، وتعزون شكواكم للقرابة التي بيننا. والحال أنني تحدثتُ مراراً معكم بهذا الخصوص، وفي كل مرة قلتُ لكم إنني لا آتي عملاً في الإدارة إلاّ إذا سمح به القانون، وأنه لا يمكنني تعيين أحد، ولو كان ابني، إلا بعد المسابقة العمومية، ولا عبرة عندي بما يفعله غيري من تعيين ثلاثين أو أربعين من أنسبائه في سلك الحكومة، إذ إنني مسؤول عن أعمالي لا عن أعمال غيري، خصوصاً إذا حصل هذا الأمر في مدة رئاستي.
وفي ما يختص بفيليب، فإنه طلب مني، عند استلامي مقاليد الحكم، تعيينَه رئيساً لفرقتي، فأجبتُه بأن هذه الوظيفة يشغلها رجلٌ يقوم بها أحسن قيام، ولا يجوز إخراجُه منها لإسنادها الى رجل آخر مهما كان ممتازاً بالعلوم واللغات.
أما يوسف فكلما خلَت وظيفة، وحضر إليّ ملتمساً التعيينَ فيها، كنتُ أُوعز إليه أن يتقدّم الى المسابقة التي تقام لأجلها. فإذا أحرز الدرجة الأُولى عُيِّن، وإلاّ فلا، إذ إن القانون يُحظِّر عليّ تعيينَ أحدٍ مباشرةً من دون مسابقة عامة يتقدَّم لها كلُّ من يشاء ويرى في نفسه الصفات الكافية لإشغال الوظيفة.
وأدام الله تعالى بقاءَكم.
بيروت في 6 أيلول 1931 – أوغست أديب”.