920: بتروحلك مشوار؟

الحلقة 920: بتروحلك مشوار؟
الأربعاء 7 تموز 2010

بعدما استقرَّت المجالس البلدية، رؤساء وأعضاء، وانطلقَت في ورشة أعمالها، حان الوقتُ ليقوموا بأنشطةٍ ومبادرات بلديةٍ ثقافية واجتماعية ورياضية وترفيهية تُشرك المواطنين بها، وتُشْعِرُهم بأنّ البلدية ليست مُجَرَّدَ تعمير الحفافي وإنشاء قنوات الصرف الصحي وتأمين البنية التحتية وإعطاء رُخَص البناء وجباية الضريبة البلدية، بل للبلدية دورٌ يجعل الإنسان في حَرَم البلدية مرفَّهاً هانئاً في بلدته، عبر هواياتٍ تسهّل له البلدية مزاولتها ليكتشفَ بلدته ويُحبَّها، وتالياً يُحبُّ بلديَّته ويَخدمُها بِمقدار ما تَخدمُه.
ولْيحتذوا في هذا السياق، وعلى سبيل المثال، بادرةَ رئيس بلدية لندن في تشجيعه كل عامٍ بادرة “الجمعية البريطانية للدرّاجات” التي تنظِّم سنوياً برنامج “رحلة في السماء”، وهو نَهارٌ سنويٌّ من رِحلةٍ مَجانية للعائلات على الدرّاجات لدى عشر مدن بريطانية في 12 “رحلة” منظَّمة (بين 18 تموز و12 أيلول) عبر شوارعَ لا مرور فيها للسيارات، لاكتشاف هذه المدن على دولابَين، تشجيعاً لآلاف المواطنين، من مُختلَف الفئات العُمْرية، على استخدام الدرّاجات. وهي ظاهرة تُواصل نَجاحَ سابقةٍ لها، العام الماضي، شارك فيها 110 آلاف مواطن، بعدما حثّت الجمعية نحو 300 ألف مواطن على استخدام الدرّاجات، بات 92 ألف مواطن بينهم درّاجين مُداومين مرة واحدة في الشهر على الأقلّ. ونالت الجمعية “جائزة رئيس بلدية لندن” على هذه البادرة.
وساعدَ في تنشيط المواطنين وتشجيعِهم: اشتراكُ درّاجين مُحترفين أبطالٌ في هذه الظاهرة التي يأمل رئيس الجمعية أن تَبلغَ إشراكَ مليون مواطن سنة 2013 في ركوب الدرّاجات مداومةً دوريةً والتنقُّل عليها. وقال إنّ “من أطرف وأجمل المشاهد أن نرى أفرادَ العائلات، ولو مرةً في الشهر، عدا هذا النهار السنوي، يتنزَّهون على الدرّاجات لاكتشاف معالم مدنهم الجميلة في مناخٍ بيئيٍّ سليم، إضافةً الى فائدة ذلك على المستوى الصحي والترفيهيّ والرياضيّ”.
في هذا النهار السنويّ تؤمّن الجمعية درّاجين مُحترفين يواكبون المشاركين، ويُرشدونهم الى سلوك أفضل الدُّروب بعيداً عن خطر السيارات وازدحام المارة، خصوصاً أيام الآحاد التي يرغب المشاركون أن يُمضوها “على دولابين”. واتفقت الجمعية مع مدارس خاصة بالتدريب على ركوب الدراجات، تسهيلاً للعائلات من مختلف الفئات العمرية على اكتساب هذه الرياضة الجميلة التي يُمضي فيها المواطنون ساعاتٍ من المتعة والرياضة واكتشاف معارج مُدُنِهم.
وقال رئيس بلدية لندن إنه يدعم هذا النشاط السنوي “لأنه يحقق أهدافاً نبيلةً عدةً، منها: تشجيعُ المواطنين على الخروج، مزاولةُ الرياضة الدراجيّة، الإفادةُ من أيام الصيف المشمسة، الابتعادُ عن زحمة السير وأمكنة التلوّث البيئي”.
رؤساء بلديات لبنان فليبادروا الى بادرات وأنشطة اجتماعية وترفيهية تُشرك المواطنين بها، وإلاّ، فنهار الانتخابات البلدية المقبلة، حين يأتي المرشح الى المواطن يسأله:
– الى مركز الاقتراع، بتروحلك مشوار؟
سيجيبه المواطن بكل بساطة:
– رح قلك بطَّلتْ، خلّيني بالبيت.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*