الحلقة 899: هل تسمحين، سيّدتي، بهذه الرقصة؟
الأحد 25 نيسان 2010
اسمها ماري كوفي. عمرها 94. أمنيتُها أن ترقص.
هذه السيدة العجوز، في دالاس، تحلم منذ خمس عشرة سنة أن يُراقصها أحدٌ “ڤالْس تينيسي”، لأنه يُذَكِّرها بزوجها الراحل جون الذي تعرّفت به ليلةَ رقصَت معه “ڤالْس تينيسي” للمرة الأُولى، فطلبها للزواج، وظلت سهراتهما أسبوعياً في نوادي الرقص على أنغام “ڤالْس تينيسي” عنصراً جميلاً لسعادة زواجهما الدائمة.
وبعد وفاة زوجها جون لم تعُد ماري ترقص تلك الرقصة التي تراها “تَجعل الحب أكثر دفئاً بقبلاته الدافئة خلال الرقصة، وغمراته الدافئة، ومشاعر دافئة في القلب والجسد”.
الشهر الماضي أصيب قلب ماري بوعكة خطرة، وقال لها طبيبُها إنها لن تعيش أكثر من ستة أشهر. وحين سألتْها مديرة دار العجزة عن أمنيةٍ تتمنى تحقيقها قبل وفاتها، قالت ماري: “أن يأتي من يسألني: هل تسمحين لي بهذه الرقصة”؟
وحقَّقت لها المديرة هذه الأمنية فهيَّأت القاعة الكبرى، وملأتْها بالأزهار، واشترت لماري ثوب رقص زهرياً جميلاً، وجاءت بفرقة موسيقية شبابية، وبشاب وسيم يراقص ماري الڤالس الأخير. وراحت ماري ترقص فَرِحَةً سعيدة، ناسيةً سنواتها الأربع والتسعين، ناسيةً أنها تعيش آخر ستة أشهر من حياتها، متذكِّرة أول مرة رقصت هذا الڤالس على ذراع جون الذي طلبها للزواج وعاشت معه ستين عاماً من السعادة الزوجية.
عند انتهاء الرقصة، قالت: “لو أموت الليلة لا بعد ستة أَشهر، أعرف أنني أذهب الى مكان آخر ألتقي فيه حبيبي جون، ليراقصني “ڤالْس تينيسي” فتكونَ لنا رقصةَ الڤالس الأولى معاً في السماء بعد هذا الڤالس الأخير على الأَرض”.
هكذا عاشت ماري كوفي نوستالجيا الڤالس بكل ذكرياتها عنه وصاحب الذكريات، وحقّقت أمنيتها الغالية.
فلتكن قصة ماري ورقصة الفالس دافعاً لنا هذا الصباح، وكل صباح، للسعي الى تحقيق أحلامنا الغالية وأمنياتنا المرجوّة، فنَحيا حياتنا، كَرَقصةٍ، بحيويّتها ومشاعرها، ونعيش إنسانيّتنا أكثر، ونغتبط بها، ونشعر بدفئها الذي يَجعل قلوبنا تنبض دائماً بِوَهْج السعادة.