797: بَجمعٌ في سَمانا… فمتى على الأرض؟

الحلقة 797: بَجعٌ في سَمانا… فَمتى على الأرض؟
الأربعاء 15 نيسان 2009

المتنزِّهون والسكّان، صبيحةَ الأحد الماضي، لَفَتَتْهم في فضاء بيروت أسرابُ بَجعٍ جَميلةٌ تنسابُ حافيةً في أثيرنا، ذاتَ أشكالٍ متنوِّعةٍ متناسقةٍ، مصطفّةً خلفَ بعضها البعض كما سِرْبُ جنودٍ منظَّمٌ في عرض عسكري.
الشاهدُ من هذا المنظر، غيرُ تناسُق شكله الجميل، مَغْزَيَان:
– أولاً: أن تكون أسرابُ البجع اختارت سَمانا لتعبرها من البلاد الباردة حيث كانت، الى البلدان الدافئة حيث تقصد،
– وثانياً: أن تكون منسابةً في سمانا مطمئنَّةً آمنةً الى أرض لبنان أنْ لن تعترضها بنادق الصيادين، ولن تعكّر صفوَ انسيابِها أصواتُ انفجاراتٍ كانت أحياناً تَصَّاعدُ من أرضنا تُجَفِّل رفوف العصافير فتهرب عن سمانا الى غير رجعة.
مَغْزَيَان من مرور أسراب البجع في سَمانا، فهل نتّعظ؟
وهل نُحافظ على هذَين الأمن والأمان، كي تظلّ تزورُ سَمانا أسرابُ الطير العابرةُ في فضائنا، وأسرابُ السياح والزوار العابرةُ في أرضنا؟
هل نعرف كيف نُمَرّر الأسابيع الثمانية الباقية قبل الاستحقاق الانتخابي، بدون أن تبقى أيدينا على قلوبنا خوفاً من خلَل أمنيّ، وبدون أن يَجثمَ بيننا قلقٌ يوميٌّ من انفجارات أمنية لا ينفكّ سياسيونا يَذْكُرونَها ويستذْكُرونَها ويُذَكِّرون بِها في تصاريحهم وخُطَبِهم وحملاتهم الانتخابية؟
هل تَمرُّ الأسابيعُ المقبلة بسلامٍ وهدوءٍ وطمأنينة فيكونُ لنا بعدها موسمُ صيفٍ حافلٌ بالسيّاح والزوار ومغتربين لبنانيين ينتظرون الصيف كي يأتوا سُنُونُوّاتٍ عائدةً الى دفء البيت الأول والأهل والأصدقاء؟
هل يعي اللبنانيون كيف يتعاملون مع المخْلِصين ويشيحون عن المغْرِضين، فيقطعون الطريق على هؤلاء ويفتحون الطريق لأولئك؟
وهل جاء وقتُ الاتِّعاظ من تَجاربَ سابقةٍ أوصلَت الى مراكز القرار من لَم يُحسنوا اتّخاذ القرار؟
في سَمانا أسرابُ بَجعٍ هانئةٌ آمنةٌ مطمئنَّةٌ إلى فضائنا الآمِن المطْمَئِنّ، فهل على أرضِنا ثقةُ أن تكونَ أرضُنا آمنةً مطمئنّة؟
الشعبُ ينتظر، بقلقٍ ينتظر، بِرَجاءِ ألاّ تنكسرَ بارقات الانتظار.
فلنكن على مستوى الفضاء العالي لا على مستوى حَرْتَقات الأرض.
وإلاّ فلن تعودَ إلى سَمانا أسرابُ البجع، ولن تعودَ الى أرضنا أسرابُ السيّاح والزوّار والمغتربين.
وأيُّ لبنانٍ يكونُ لنا، إذا أشاحَت عن سَمائه أسرابُ البجع، وهجرَت أرضَه مواكبُ السائحين والزائرين وأبنائه العائدين؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*