772: تحية عالمية جديدة إلى نجمة بيروت

الحلقة 772: تَحية عالَمية جديدة إلى نَجمة بيروت
الأربعاء 14 كانون الثاني 2009

فيما تستعدّ بيروت لتتويجها “عاصمةً عالمية للكتاب”هذا العام، لاحت من بعيدٍ منارةٌ لَها جديدة، أعلنتْها جريدة “نيويورك تايْمز” (الأحد الماضي على صفحة “السياحة والسفر”) في تَحقيقٍ لَها بعنوان “أفضل 44 وجهة للسفر”، وجعلَت بيروت، في رأْس الصفحة، أُولى تلك الوجهات العالَمية الأربع والأربعين، مركِّزةً على كون بيروت “باريس الشرق الأوسط”، مشيرةً إلى قُرب إنْجاز فندقَين فخمَين جداً، والى ظُهور مطاعمَ فخمةٍ راقية جديدةٍ (تضاف إلى تلك التي تقدم “المأكولات اللبنانية التقليدية الشهية”)، والى ظاهرة “سوق الطيّب” التي وحّدت اللبنانيين حول المنتجات الزراعية اللبنانية الأصلية.
وعلى الصفحة نفسها من “نيويورك تايمز”، مقال آخر بعنوان “أين تذهب في لبنان”، تتصدره صورة لساحة النجمة تضجُّ بالسياح، ويشير في انطباعاتٍ من خمسة مقاطع إلى أمكنة أَثرية وسياحية جديرة بالزيارة. في المقطع الأول بيروت ومعالمها التاريخية وبيبلوس أقدم مدينة مسكونة في العالم منذ بُناتِها الفينيقيين، وشاطئ خليج جونية وعلالي فاريا وعيون السيمان، واخضرار الجبال وجمال الطبيعة في الشوف وجبل لبنان. في المقطع الثاني تركيز على المطاعم التقليدية والعصرية والحديثة في بيروت. في المقطع الثالث نصائح لزيارة مغارة جعيتا ومزار سيدة لبنان في حريصا، وهياكل بعلبك، وقصر بيت الدين، وشاطئ شكا والبترون. في المقطع الرابع إشاراتٌ إلى الأماكن الأثرية وضرورة زيارة المتحف الوطني في بيروت. وفي المقطع الخامس نصائح لزيارة دير القمر وصور وصيدا وتلال الأرز النادرة العمر والجمال، وشبيهاتها على تلال معظم الجبال اللبنانية.
كلُّ هذا الكلام، آتياً من جريدة عالَمية كبرى كـ”نيويورك تايْمز”، مفخرة للبنان واللبنانيين، ويشير إلى حضور بيروت بين عواصم الدول، وتالياً حضور لبنان الدولي، واحةً نادرة الجمال والخصائص، دعوةً، من إحدى أكبر صحف العالم، إلى زيارة لبنان السياحة، سياحة الجمال والطبيعة والتاريخ، في بلادٍ نادرة الجمال، غنية الطبيعة، فريدة التاريخ، لا يفسدها إلاّ تصرفاتٌ سياسية تُهجِّرُ السياحَ وأبناءَ البلاد، ضحايا أنانياتِ بعض السياسيين وشخصانيّاتِهم القاتلة.
غير أن الزبد يَمضي. مهما طال على وجه الماء يَمضي ويغرق في الرمل. ويبقى اللؤلؤ في العمق لا يمضي ولا يزول. وهكذا لبنان: مهما لفَّتْهُ السياسات بغيومها السوداء، يعود فينشب بحقيقته الساطعة التي لا تقاوَم، وببيروتِهِ التي، مهما حجبت جمالَها غيومٌ طارئة، تعود نَجمتُها إلى السطوع شَعّةً جميلةً نادرة، فتشير حتى الأقاصي البعيدةُ إلى نَجمة بيروت بَهيةَ الجمال ما أُعْطيَ من عمرٍ خالدٍ هذا الجمال.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*