الحلقة 754: لبنان على ألسنة أربعة سفراء
لـيوم الأحد 16 تشرين الأول 2008
كانوا أربعة سفراء لدول عربية معتمدين في لبنان.
وكانت السهرة تدور عن الفارق الواضح بين ما عاينه أولئك السفراء في دول أُخرى – قبل مجيئهم الى هنا -، وبين الذي يعاينونه مند بدء خدمتهم في لبنان.
قال السفير المضيف إن المآكل اللبنانية أطيبُ ما ذاقه بين جميع البلدان التي خدم فيها، فضلاً عن كونِها صحيةً وغير دسمة.
وقال السفير الثاني إنه معجب بِمتانة الوضع المالي اللبناني الباقي في منأى عن هزات تتعرّض لَها، أو مرشحة أن تتعرَض لَها، دولٌ في الجوار والمنطقة.
وقال السفير الثالث إنه مأخوذٌ بالبادرة الفردية اللبنانية التي تنمُّ عن عقل لبناني خلاّق ومبدع، يَجعل الفرد اللبناني مُغايراً بـ”شرقطته” اللبنانية، في وطنه لبنان، وحيثما يَحلُّ في العالم.
وقال السفير الرابع إنه مُمْتَنٌّ لدماثة الشعب اللبناني، الأخلاقية والاجتماعية والنِدِّيَّة، إضافةً الى رحابته في الترحاب ووساعة أفقه في الاستيعاب، وكلُّ هذا ناجمٌ عن طبيعة لبنان الجميلة، الآخذة من هيبة الجبل ووساعة البحر غنىً نفسياً، وثراء فكرياً، وراحةً إبداعية للشعب اللبناني، تنعكس فيه جميعُها طبيعةُ لبنان تغايراً في السلوك والإبداع.
وأجمع السفراء الأربعة، كلٌّ بدوره، على أنّهم يتمنَّون مَـدَّ خدمتهم في لبنان أطولَ ما يستطيعون.
هذا الكلام، صادراً عن لبنانيّين عاديّين، أو عن شغوفِين مثلي بلبنان، يبدو عادياً، ولو اتُّهِم بالتعصُّب والشوڤينية.
أما أن يَخرُج عن أربعة سفراء، خبراء في مسيرتهم الدبلوماسية، ومتمرِّسين بِخدمتهم في دولٍ أخرى قبل لبنان، فأمرٌ يَلفت في نُبله وصدقه، ويلفتُ أكثر في هذا الإعجاب بلبنان المغاير بين الأوطان المتشابِهة.
أُورد هذا الجو من تلك السهرة التي كنتُ ضيفاً فيها، وأُحيله الى الكثيرين من “بيت بو سياسة” عندنا، يوشكون – بأشخاصهم وشخصياتهم وشخصانياتِهم – أن يُفقِدونا هناءة لبنان الوطن الفريد بين أوطان الآخرين.